ذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي، إن إسرائيل تستخدم علاقاتها مع الجنرالات الذين يقودون الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية لحثهم على إنهاء القتال الذي خلف أكثر من 270 قتيلا على الفور.
وأشار الموقع إلى أن عملية التطبيع الإسرائيلية مع السودان في السنوات الثلاث الماضية والعلاقات التي أقامتها مع كل من قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع اللواء محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، وضعتها في وضع فريد في محاولة التأثير على الجنرالات المتحاربين.
القتال في السودان سيُنهي اتفاقية السلام الإسرائيلية
وقال مسؤولون إسرائيليون للموقع أنهم قلقون للغاية ومتخوفون من أن القتال الحالي سيدمر البلاد، ويمنع تشكيل حكومة مدنية، وينهي أي احتمالات لاتفاق سلام بين إسرائيل والسودان.
يُشار إلى أن السودان كان جزءًا من اتفاقيات التطبيع التي تمت بوساطة ترامب بين إسرائيل والعديد من الدول العربية في عام 2020، لكن استيلاء الجيش على السودان بعد عام أدى إلى تعليق المساعدات الأمريكية وتجميد عملية التطبيع بين إسرائيل والسودان.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إن وزارة الخارجية الإسرائيلية تنخرط في السنوات الأخيرة مع البرهان في عملية التطبيع، وإن وكالة المخابرات الإسرائيلية "الموساد" تتواصل مع حميدتي بشأن قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب.
وحث وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين عندما زار الخرطوم في فبراير، حث البرهان على المضي قدمًا في إعادة السلطة إلى حكومة مدنية وأوضح أنه سيكون من الصعب التوصل إلى معاهدة سلام بدونها.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن الحكومة الإسرائيلية كانت متأكدة الأسبوع الماضي من أن الاتفاق على تعيين حكومة مدنية سيأتي في غضون أيام، إن لم يكن ساعات، وشعروا بالإحباط عندما انهار الاتفاق وبدأ القتال في نهاية الأسبوع.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية حثا إسرائيل يوم الأحد على المساعدة في الضغط على الجنرالات المتحاربين للموافقة على وقف إطلاق النار.
الموساد والخارجية الإسرائيلية تعملان على إنهاء القتال
وأكد الموقع الأمريكي أن مسؤولو وزارة الخارجية الإسرائيلية تحدثوا إلى البرهان، بينما تحدث مسؤولون من الموساد إلى حميدتي، وحثوا الطرفين على وقف التصعيد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية "نتابع بقلق الاحداث في السودان، واسرائيل تريد الاستقرار والأمن للسودان".
وتطالب إسرائيل كافة الأطراف بالامتناع عن العنف والعودة إلى مسار المصالحة الداخلية من أجل إنهاء عملية الانتقال الحكومي بإجماع كبير.
وتعتبر إسرائيل واحدة من عدة كيانات لها مصالح في السودان وشاركت في الوضع السياسي في الدولة الإفريقية الواقعة شمال شرق إفريقيا، بما في ذلك الأزمة الحالية.
وتنخرط السعودية والإمارات ومصر بعمق في السودان. حيث اتهم حميدتي مصر بالتواطؤ مع البرهان وإرسال مقاتلات جوية وجنود لمساعدة الجيش السوداني، في حين نفت مصر المزاعم وقالت إن قواتها موجودة في السودان للمشاركة في مناورة عسكرية مشتركة.
"فاغنر" الروسية تُسيطر على مناجم الذهب السودانية
كما أن لروسيا أيضًا مصالح في السودان، فوفقًا لعدة تقارير، فإن مجموعة مرتزقة "فاغنر" متورطة بالسيطرة على مناجم الذهب في البلاد، حيث أنه وقبل يوم واحد من الغزو الروسي لأوكرانيا، زار حميدتي موسكو والتقى بالمسؤولين الروس.
وشدد "أكسيوس" على أن المسؤولين الإسرائيليين أكدوا على أن القرار الرسمي الإسرائيلي كان عدم الانحياز إلى جانب في الأزمة وعدم التورط في أي جهود وساطة بخلاف الحث على وقف إطلاق النار.
لكن المسؤولين أضافوا أنهم يعتقدون أن أفضل طريقة لوقف القتال هي أن يقوم الاتحاد الأفريقي وعدد من جيران السودان بإرسال وفد عاجل إلى الخرطوم وبدء محادثات دبلوماسية وإعطاء ضمانات للجانبين تقنعهما بوقف القتال.