منذ وقوع الزلزال المدمر الذي ضرب الشمال السوري والجنوب التركي، والذي أسفر عن عشرات الآلاف من الضحايا ومئات الآلاف من المصابين، ظهرت أصابع إتهام عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف اللغات، حول مسؤولية برنامج (HAARP) العلمي الأمريكي عن هذه الكارثة الطبيعية.
وظهر على مواقع التواصل أشخاص يقدمون أنفسهم بصفة الخبراء ما زاد من انتشار هذه الادعاءات، حيث أن برنامج (HAARP) يختص بدراسة الخاصيات والتفاعلات للطبقة العليا من الغلاف الجوي لكوكب الأرض، التي تفصل غلاف الأرض عن الفضاء، وهي ماتسمى بـ "الغلاف الإيونيّ".
وتم إنشاء برنامج "هارب HAARP" عام 1990 بقرار من الكونغرس الأمريكي، وأشرف عليه سلاح الجو والقوات البحرية، ومنذ عام 2015 أصبح تحت اشراف جامعة ألاسكا فيربانكس، ولا يوجد عليه الآن أي تدخل عسكري أمريكي.
ويُطلق "هارب" موجات تعتبر الأقوى والأعلى تردّداً باتّجاه "الغلاف الأيوني" والذي يبدأ على ارتفاع ما بين 60 و80 كليومتراً من سطح الأرض وصولاً إلى ارتفاع 500 كيلومتر، الأمر الذي يسبب اضطراباً اصطناعيا في الطبقات العليا من الغلاف الجوي.
هل لبرنامج هارب HAARP علاقة بالزلازل
وأكد أستاذ علم الفلك في جامعة بوسطن جيفري هوغز، قائلاً أنه من غير الممكن أن يُستخدم البرنامج للتأثير على الأرض في مكان بعيد.
وبدورها، وصفت عالمة الجيوفيزياء في مركز الزلازل الأميركي سوزان هوغ، هذه الادّعاءات بأنها "خيال علمي"، وليس هناك تقنية حالياً أو سلاح للإفتعال هزة أرضية.
وشدد المتخصص في الفيزياء الفضائية في جامعة ريدينغ البريطانية مايكل لوكوود، أن برنامج هارب HAARP ليس سلاحاً اطلاقاً، ولا يمكن أن يكون كذلك، مؤكداً عدم وجود قدرة لتوليد زلازل اصطناعياً.
يشار الى أن تركيا تقع على خط صدع زلزالي رئيسي في العالم، حيث وفي عام 1999 وقع زلزال في مدينة ازميت، أسفر عن مقتل 17 ألف شخصاً، بينما الزلزال المدمر الذي وقع العام الجاري هو شبيه بزلزال ضرب المنطقة في أغسطس 1822 وقدرت قوته بـ 7.4 درجة من مقياس ريختر.
ووقع مساء اليوم زلزال جديد ضرب الحدود السورية التركية وأسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 200 آخرين في الجانب التركي، فيما الجانب السوري تم الإعلان عن إصابة أكثر من 130 مدني في مناطق شمال غربي سوريا، في حصيلة غير نهائية، بحالات كسور ورضوض وحالات إغماء وخوف وهلع نتيجة الزلزال الذي ضرب المنطقة مساء اليوم، وأدى لإنهيار عدد من الجدران والأبنية المتصدعة في المناطق التي ضربها الزلزال السابق.
