أعلن الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، مساء السبت، إجلاء الجيش الأمريكي لموظفي السفارة الأمريكية وعائلاتهم من السودان، مع دخول القتال في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى في جميع أنحاء البلاد أسبوعها الثاني.
ووفق موقع أكسيوس فإنه ورغم المحاولات العديدة لوقف إطلاق النار المؤقت خلال الأيام القليلة الماضية، فإن القتال بين الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع برئاسة الفريق محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، استمر بلا هوادة إلى حد كبير.
وقال جون باس وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون الإدارية للصحفيين في إفادة صحفية إن "أقل من 100 شخص" تم نقلهم جوا خارج البلاد.
وقال اللفتنانت جنرال دي ايه سيمز، مدير العمليات في هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، إن أكثر من 100 جندي من قوات العمليات الخاصة الأمريكية كانوا جزءًا من العملية.
وقال سيمز للصحفيين "العملية كانت سريعة ونظيفة حيث أمضى أفراد الخدمة أقل من ساعة على الأرض في الخرطوم".
وأصدرت السفارة الأمريكية يوم السبت تحذيرًا أمنيًا، نصحت المواطنين الأمريكيين بالبقاء في مكانهم. وأضافت أنه "بسبب الوضع الأمني غير المستقر في الخرطوم وإغلاق المطار، فإنه ليس من الآمن في الوقت الحالي القيام بالخروج والإجلاء إلا بعد التنسيق مع الحكومة الأمريكية"
وقال الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن في بيان: "أنا فخور بالالتزام الاستثنائي لموظفي سفارتنا الذين أدوا واجباتهم بشجاعة واحتراف وجسدوا صداقة أمريكا واتصالها مع شعب السودان".
وشكر بايدن الجيش، وكذلك جيبوتي وإثيوبيا والمملكة العربية السعودية، التي قال إنها "حاسمة لنجاح عمليتنا".
وتأتي عملية السبت بعد أن نقلت الولايات المتحدة قواتها إلى جيبوتي استعدادًا لإجلاء محتمل للموظفين الدبلوماسيين وعائلاتهم. وخلال العملية، تزودت القوات الخاصة الأمريكية بالوقود في إثيوبيا، ولم يتضح الدور الذي ربما لعبته السعودية.
وقال بايدن، الذي وصف القتال في السودان بأنه "غير معقول"، إن الولايات المتحدة "تعمل عن كثب مع حلفائنا وشركائنا لمساعدة آلاف الأمريكيين الذين ما زالوا في السودان إلى أقصى حد ممكن".
وقال وزير الخارجية توني بلينكين في بيان منفصل إنه وجه السفارة بوقف العمليات "بسبب المخاطر الأمنية الخطيرة والمتنامية التي نجمت عن الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع".
واضاف ان القتال "شكل خطرا غير مقبول على موظفي سفارتنا".
وقال الجيش السوداني في بيان فجر السبت، إن البرهان "وافق على تقديم المساعدة اللازمة" لتسهيل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والصين.
وقالت قوات الدعم السريع في تغريدة في ساعة مبكرة من صباح الأحد إنها "نسقت مع بعثة القوات الأمريكية المكونة من 6 طائرات، لإجلاء الدبلوماسيين وعائلاتهم صباح الأحد".
وأضافت التغريدة أنها "أشرفت على كل الترتيبات اللازمة التي سبقت عملية الإخلاء".
وقاد كل من البرهان وحميدتي انقلابًا عسكريًا في أكتوبر 2021، مما أدى إلى عرقلة الانتقال إلى الديمقراطية الذي بدأ بعد الإطاحة بالحاكم القديم عمر البشير في انتفاضة شعبية قبل أربع سنوات.
لكن الخلافات بين الجنرالين بدأت تتصاعد بسرعة، لا سيما بعد توقيع الجيش وقوات الدعم السريع وتحالف من الأحزاب المدنية في ديسمبر/كانون الأول الماضي اتفاقًا سياسيًا أوليًا وافق فيه الجيش على تسليم السلطة.
وقُتل المئات وأصيب الآلاف في القتال الأخير، حيث تعاني بعض أجزاء البلاد من أزمة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة في الأيام الأخيرة بأنها "كارثية".