أصدر مركز الأبحاث التابع لمنتدى الشرق الأوسط ومقره مدينة فيلادلفيا الأمريكية ورقة إستراتيجية تتحدى السياسة الإسرائيلية "جز العشب" لقطاع غزة، وقدمت بدلاً من ذلك مسارًا لنصر إسرائيلي استباقي وشامل.
وتقوم سياسة "جز العشب" على واد المقاومة وتدفيع الطرف الفلسطيني أكبر ثمن ممكن مقابل كل عملية تتضرر منها إسرائيل، وبالتالي جعل الفلسطيني يُفكر ألف مرة قبل القدوم على أي استهداف لإسرائيل.
ودعا الجنرال احتياط يوسي كوبرفاسر، إسرائيل إلى التخلص من تهديدات قطاع غزة من خلال نزع سلاح حماس والجماعات الفلسطينية الأخرى وإثبات بشكل قاطع تكلفة تهديد إسرائيل.
مبادرات للنصر الإسرائيلي على حماس
وقدم كوبرفاسر، الرئيس السابق لقسم الأبحاث في مديرية المخابرات العسكرية في الجيش الإسرائيلي والمدير العام لوزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية، سلسلة من المبادرات للنصر الإسرائيلي على حماس.
وأوضح أن أولى المبادرات تتضمن العمل العسكري من الجو والبحر والأرض باستخدام "حرب استخباراتية مكثفة" ضد البنية التحتية لحماس في غزة، كما هو الحال في سوريا، مع عدم وجود حصانة لقادة حماس.
وثاني المبادرات هي اقتصادية من خلال اشتراط الأموال والمساعدات الاقتصادية على حماس لإنهاء كل مساعيها لتسليح نفسها ومهاجمة إسرائيل.
فيما أشار أن ثالث المبادرات هي ثقافية من خلال الحد تمامًا من "زرع الكراهية" والتحريض على العنف ضد اليهود وإسرائيل في الكتب المدرسية والمساجد ووسائل الإعلام.
وقال كوبرفاسر: "لقد تنازلت إسرائيل عن المبادرات لحكام غزة، سعياً إلى أطول فترات زمنية ممكنة من الهدوء النسبي، لكن هذا سمح لحماس باستمرار تحسين قدراتها وتسليح نفسها بأنظمة أكثر تطوراً".
على حماس قبول قواعد إسرائيل
وأضاف "إسرائيل بحاجة إلى استراتيجية جديدة وحاسمة تجبر حماس على قبول القواعد التي تُخلص إسرائيل من هذا التهديد".
من جانبه، كتب تسفي هاوتزر، الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، في مقدمته لورقة الإستراتيجية: "يشك البعض في إمكانية نزع سلاح حماس، معتقدين أن هذا إما غير ممكن أو أنه سيكلف إسرائيل تكلفة لا تطاق".
وأضاف "هم مخطئون، حيث أثبتت عملية "السور الواقي" للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية عام 2002 أن إسرائيل يمكن أن تدمر البنية التحتية للإرهاب في مناطق مكتظة بالسكان بتكلفة بشرية أقل بكثير مما كان يُخشى في البداية".