حدث غير مسبوق في الوحدات الروسية المحتلة في أوكرانيا: بحسب قوة "فاغنر"، قصف الجيش الروسي اليوم الجمعة، مواقع من الخلف تابعة للقوة في أوكرانيا مما تسبب في سقوط العديد من الضحايا.
وسجل قائد قوة "فاغنر" يفغيني بريغوجين رسالة خاصة مفادها "قتل العديد من مقاتلينا. سنقرر كيفية المضي قدما".
وتعتبر مجموعة "فاغنر" منظمة روسية عسكرية، وهي تعمل بالوكالة ويصفها البعض بأنها "شركة عسكرية".
وقبل حوالي ثلاثة أسابيع، ادعى رجال فاغنر أن قوة مشاة روسية أطلقت النار على موكبهم في منطقة باخموت، وكدليل على ذلك، قام رجال فاغنر باعتقال عقيد في الجيش الروسي، اعترف أمام الكاميرا بأنه أعطى الأمر بإطلاق النار بسبب من ازدرائه لفاغنر، وبعد إطلاق سراحه، ادعى العقيد أن رجال فاغنر يهينون الجنود الروس على الجبهات.
ونفت وزارة الدفاع الروسية وقوع استهداف أي مواقع لقوات فاغنر في أوكرانيا اليوم الجمعة.
وقالت أن "الرسائل التي نشرها يفغيني بريغوجين حول الأضرار التي لحقت بمعسكرات فاغنر الخلفية غير صحيحة".
وذكرت أن "هذا استفزاز من قبل فاغنر".
وبحسب المتحدث باسم الكرملين، فإن "بوتين على علم بالوضع المحيط بريغوجين".
إعلان حالة الطوارئ في روسيا
وعلى خلفية هذه الأوضاع، أعلن الأمن العام الروسي حالة الطوارئ. وقال مصدر مقرب من المقر الرئاسي لموقع "Istories" المستقل إن "هناك حالة من الذعر في المقر، وهم يتوقعون سيناريو بداية حرب أهلية ".
ومن ناحية أخرى، يهاجم قائد فاغنر وزير الدفاع الروسي شويغو ويقول: "هذا الوغد يحتاج إلى إلقاء القبض عليه".
وأكد أن وزير الدفاع الروسي شويغو أمر بإخفاء 2000 جثة من مقاتلي فاغنر في مشرحة.
وتابع "الشر الذي جلبته القيادة العسكرية يجب أن يتوقف. هم يتجاهلون أرواح الجنود، وقد نسوا كلمة "العدالة"، وسوف نعيدها. لذلك سيعاقب من دمر اولادنا اليوم وعشرات الالاف من الجنود الروس".
وقال بريغوجين "نحن 25 ألفًا وسنكتشف سبب حدوث هذه الفوضى في البلاد وأي شخص يريد أن ينضم إلينا فلينضم علينا ان نضع حدا لهذا العار".
هل انقلبت فاغنر على الجيش الروسي؟
وفي وقت لاحق أوضح رئيس وحدة فاغنر في رسالة مسجلة: "هذا ليس انقلابًا، بل مسيرة لاستعادة العدالة".
صراع مرير بين فاغنر ووزارة الدفاع الروسية
بريغوجين، المعروف بأنه على خلاف مع وزارة الدفاع الروسية، رفض مؤخرًا الامتثال لأمر وزير الدفاع الروسي شويغو، الذي ينص على أن جميع الوحدات المتطوعين ووحدة فاغنر بينهم، أن توقع عقودًا جديدة من شأنها إخضاعهم إلى وزارة الدفاع الروسية.
وبينما وقعت حوالي 20 وحدة مرتزقة (معظمها صغيرة جدًا) على الاتفاقية، أوضح قائد فاغنر مرارًا وتكرارًا أنه لا توجد نية للقيام بذلك. وظهر اليوم، اتخذ الصراع منحى آخر عندما قدم بريغوجين شكوى رسمية يطالب فيها بالتحقيق مع شويغو وقادة آخرين لسوء إدارة الحرب.
ومن منظور طويل المدى، كان بريغوجين على خلاف مع شويغو ورئيس الأركان جيراسيموف لعدة أشهر بسبب ما وصفه بنقص الأسلحة لدى فاغنر، والذي قال إنه نابع إلى حد ما من الغيرة من إنجازات المنظمة العسكرية الروسية، والتي يُزعم أنها سلطت الضوء على سوء الإدارة الفاشلة للجيش الروسي.
ومساء الجمعة، كما ذكرنا، أخذ الصراع بين الطرفين منعطفا دراماتيكيا جديدا، عندما قصف الجيش الروسي، بحسب فاغنر، مواقعهم من الخلف.
وتعتبر فاغنر هي القوة الروسية الوحيدة التي سيطرت على مدينة باخموت في أوكرانيا والتي لم يستطع الجيش الروسي السيطرة أو التغلب عليها، ونتيجة لذلك قُتل أكثر من 20 ألف من قواتها في معارك هذه المدينة.
كما أن القوة معروفة بتغلغلها في مدن العالم الأخرى التي تشهد صراعات، كسوريا وليبيا وفي أفريقيا، وأغلب عملياتها ضد "الجماعات الجهادية".