اتهمت الولايات المتحدة، الطائرات الحربية الروسية بـ "مضايقة" الطائرات المسيرة التي كانت تشغلها في الأجواء السورية، مما عرض طائراتها للخطر.
وبحسب واشنطن، فإن هذه ليست سوى واحدة من بين العديد من الحوادث التي وقعت في الأشهر الأخيرة في الأجواء السورية، ولكن بشكل غير عادي هذه المرة نشرت الولايات المتحدة توثيقًا لنفس المضايقات من قبل الطائرات الحربية الروسية.
ويظهر في الوثائق المصورة، الطائرات الروسية تقترب بشكل خطير من إحدى الطائرات الأمريكية بدون طيار، من طراز "ريبر إم كيو 9"، ويطلقون مشاعل مظلية في الهواء أسفل مسار الطائرة بدون طيار.
قال اللفتنانت جنرال أليكس غرينكيفيتش، الضابط الكبير في سلاح الجو الأمريكي، إن الحادث وقع الأربعاء حوالي الساعة 10:30 (بالتوقيت المحلي). وذكر أن ثلاث طائرات حربية روسية من طراز SU-35 تحرشت بثلاث طائرات مسيرة أمريكية من طراز "ريبر" كانت تعمل في نفس الوقت ضمن مهمة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وبسبب السلوك الخطير للطائرات المقاتلة فإنه كان على الطائرات بدون طيار أن تقوم بمناورات مراوغة.
ولم يتم الكشف عن المكان الذي وقع فيه الحادث بالضبط فوق الأراضي السورية، وما هي المهمة ضد "الدولة الإسلامية" التي أطلقت من أجلها الطائرات المسيرة.
تحرش طائرات روسية بطائرات أمريكية
وأضاف أن التحرشات الروسية عطلت أيضًا قدرة مشغلي الطائرات بدون طيار على التحكم فيها بأمان.
وقال غرينكيفيتش إن "الطائرات المقاتلة الروسية تصرفت بشكل غير آمن وغير احترافي عندما اقتربت من الطائرات الأمريكية في سوريا"، محذرا من أن هذه الأعمال لا تعرض القوات الأمريكية فحسب، بل القوات الروسية للخطر.
وأضاف "نحث القوات الروسية في سوريا على وقف هذا السلوك غير المسؤول والالتزام بقواعد السلوك المتوقع من قوة جوية محترفة حتى نتمكن من تركيز جهودنا على الهزيمة الكاملة لتنظيم الدولة".
وحذر الجنرال إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، أن سلوك الطيارين الحربيين الروس "يزيد من مخاطر التصعيد أو سوء التفاهم".
وأكد الجنرال أليكس غرينكيفيتش في أحد تصريحاته الشهر الماضي أن السلوك الروسي لن يردع القوات الأمريكية: "لا توجد وسيلة لدفعنا للخروج من الأجواء. لا أعتقد أنهم يريدون صراعا مباشرا مع الولايات المتحدة، ونحن بالتأكيد لا نريد صراعًا مباشرًا مع روسيا"
وتجدر الإشارة إلى أن الجيش الأمريكي أعلن الشهر الماضي أنه ردًا على السلوك الروسي سيرسل طائرات مقاتلة من طراز F-22 إلى سوريا.
وتحتفظ الولايات المتحدة بحوالي 900 جندي على الأراضي السورية، إلى جانب عدد غير معروف من الأمريكيين الذين يعملون كمتعاقدين.
وتعمل الولايات المتحدة في سوريا منذ عام 2015 ضمن التحالف الدولي الذي تأسس في ذلك الوقت بهدف هزيمة "الخلافة الإسلامية" التي أقامها تنظيم "الدولة الإسلامية" واستمرت القوات الأمريكية في العمل هناك لمساعدة حلفائها الأكراد ومنع "الدولة الإسلامية" من الحصول على موطئ قدم جديد.