نشرت صحيفة "واشنطن بوست" اليوم الخميس، وثائق تصف جهود روسيا لبدء الإنتاج الضخم للطائرات بدون طيار "الانتحارية" التي تلقتها من إيران.
وبحسب الوثائق المسربة للصحيفة، تم إنشاء مصنع في منطقة تتارستان حيث ستطور روسيا "نسختها الخاصة" من الطائرة بدون طيار شاهد -136، وتم تسريب الوثائق للصحيفة من قبل شخص يشارك في المشروع ويعارض الغزو الروسي لأوكرانيا.
ووفق التسريبات، فإن روسيا تهدف إلى إنتاج 6000 طائرة مسيرة في مصنع في تتارستان، على بعد 800 كيلومتر شرق موسكو، بحلول صيف عام 2025.
ويحاول المهندسون هناك إنتاج نموذج محسّن للطائرة الإيرانية بدون طيار "شاهد" والتي ستكون ذات جودة أفضل وقادرة على الطيران لمسافة أكبر تصل إلى أكثر من 1500 كيلومتر، وأن تكون قادرة على المشاركة في هجوم مشترك على مدن في جميع أنحاء أوكرانيا.
واعترفت إيران بالفعل بتزويد روسيا بطائرات بدون طيار في الحرب في أوكرانيا، لكنها زعمت سابقًا أنها أرسلتها إلى حليفتها قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن نفت روسيا أن تكون قواتها تستخدم طائرات إيرانية بدون طيار.
ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بلاده إلى زيادة إنتاج الطائرات بدون طيار، وفي أبريل صرح أن صناعة الطائرات بدون طيار الروسية ستبلغ قيمتها أكثر من 20 مليار دولار في المستقبل القريب.
قال البيت الأبيض هذا الصيف إن روسيا تعمق تعاونها مع إيران، وقد تلقت بالفعل مئات الطائرات بدون طيار منها خلافًا لبنود الاتفاق النووي بين طهران والقوى.
وفي يونيو، أعلن البيت الأبيض أن إيران تصنع الطائرات بدون طيار، ثم تنقلها إلى روسيا عبر بحر قزوين.
فوفقًا للأمريكيين، منذ أغسطس 2022، استلم الروس عدة مئات من الطائرات بدون طيار من طهران.
وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" هذا الأسبوع أن واشنطن مارست ضغوطا على طهران لوقف بيع الطائرات بدون طيار لموسكو.
القصف الإسرائيلي لمصنع الطائرات المُسيرة
وبحسب "واشنطن بوست"، توجه بعض العاملين الروس في مصنع تتارستان إلى مصانع لإنتاج طائرات مسيرة في إيران للتخصص في هذا الموضوع.
وكان من بين الممثلين الروس مهندسون ومديرو مشاريع. وفي 29 كانون الثاني (يناير)، وبينما كانت إحدى المجموعات الروسية تزور طهران، تعرضت منشأة عسكرية في أصفهان للهجوم، حيث إنه وبحسب التقديرات فإن الطائرات المُسيرة كانت تُصنع هناك.
ونُسب الهجوم نفسه إلى الموساد، حيث قال مسؤولو المخابرات الأمريكية أن إسرائيل هي المسؤولة.
وكتبت صحيفة "واشنطن بوست" أنه بعد الهجوم على مصنع أصفهان، طُلب من المديرين والمهندسين الروس الذين زاروا طهران البقاء في الفندق الذي كانوا يقيمون فيه وعدم مغادرته لأن المسؤولين الإيرانيين كانوا يخشون من قيام إسرائيل أيضًا مهاجمة أحد المصانع التي كان من المفترض أن تقوم المجموعة بجولة فيها.