ذكرت وكالة أسوشييتد برس الأمريكية، اليوم الإثنين، أن الحكومة الليبية حاولت التطبيع مع إسرائيل خلال العام الحالي.
وقالت الوكالة في تقرير إن الإدارة الأمريكية عرضت بداية العام الجاري اقتراحاً لليبيا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وتم مناقشة المسألة، وقد وقع لقاء بين رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة، ورئيس CIA الأمريكي، ويليام بيرنس، خلال زيارته للعاصمة الليبية في يناير، واقترح بيرنس على الدبيبة، مشاركة ليبيا مع الدول المُطبعة مع إسرائيل، وحينها أعطى الدبيبة الموافقة الأولية على ذلك لكنه كان قلقاً من ردة فعل الجمهور.
وجاءت التصريحات على خلفية الأزمة التي تشهدها الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، بعد مغادرة وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش أراضي البلاد صباح اليوم، بعد ساعات قليلة من إيقافها عن منصبها إثر لقائها مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين.
وأفادت أنباء أن وزير الخارجية كوهين التقى الأسبوع الماضي في روما بالوزير الليبي المنقوش التي تمثل الحكومة الغربية في البلاد.
ومنذ الإطاحة بالرئيس الليبي السابق معمر القذافي، انجرفت ليبيا إلى سلسلة من الحروب والصراعات من أجل السيطرة. والآن تحكم البلاد في الواقع حكومتان مختلفتان، واحدة من طرابلس في الغرب والأخرى من طبرق في الشرق.
وقال كوهين إنهما ناقشا أهمية الحفاظ على تراث الطائفة اليهودية السابقة في ليبيا، بما في ذلك تجديد المعابد والمقابر. وتطرقت المحادثات أيضا إلى المساعدة الإسرائيلية المحتملة في القضايا الإنسانية والزراعة وإدارة المياه، وفقا لوزارة الخارجية الإسرائيلية.
خوفاً على حياتها
وبحسب تقرير لصحيفة "الوسط" الليبية، فإن المنقوش أقلعت من مطار قرب العاصمة طرابلس على متن طائرة خاصة تابعة للحكومة المؤقتة إلى تركيا.
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام في ليبيا أن الحكومة التي تسيطر على غرب البلاد ستجتمع في طرابلس مساء اليوم لإجراء نقاش طارئ حول تداعيات الاجتماع مع وزير الخارجية الإسرائيلي.
وقدرت وسائل إعلام أن الوزيرة تركت ليبيا خوفا على حياتها، حيث شهدت العاصمة طرابلس تظاهرات واسعة وسُمعت تهديدات مباشرة ضد حياة الوزيرة، ويبدو أن الحكومة قررت التحرك حفاظاً على سلامتها الشخصية.
لقاء غير رسمي
وقالت القناة 12 الإسرائيلية، إن رئيس الوزراء الليبي، عبد الحميد الدبيبة، أقال وزيرة الخارجية، نجلاء المنقوش، بعدما قابلت نظيرها الإسرائيلي، إيلي كوهين، وتم نشر ما دار بينهما في إسرائيل، وعلى إثر ذلك فُتح تحقيق وهربت الوزيرة إلى تركيا، واندلعت مظاهرات في ليبيا واقتحموا وزارة الخارجية، لكن وبشكل عام فإن الليبيين يقولون أنه لم يكن هناك لقاء رسمي بين الطرفين ولكن لقاء عرضي.
إسرائيل تجر ليبيا للتطبيع
وأوضحت قناة كان الإسرائيلية، أن إسرائيل حاولت خلال الأشهر الماضية إقناع ليبيا بالمشاركة بمنتدى النقب، وهو المنتدى الذي يجمع وزراء خارجية إسرائيل والولايات المتحدة والمغرب والإمارات ومصر والبحرين، حيث أنه من المتوقع أن ينعقد المنتدى في المغرب خلال عدة أسابيع بعد تأجيله عدة مرات.
ووفق مصادر سياسية فإن اللقاء الذي حدث بين وزير الخارجية الإسرائيلي ونظيره الليبي، تم الإتفاق على أن يكون بشكل علني، وكان واضحاً للطرفين خلال لقائهما أن اللقاء سيُنشر لوسائل الإعلام.
ردود الفعل الإسرائيلية
وقال رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد: "إن الحادث الذي وقع مع وزيرة الخارجية الليبي، هو حادث غير مسؤول وغير منضبط وفشل خطير بالتقدير، هذا صباح عار وطني وتُعد مخاطرة بحياة شخص من أجل الحصول على عنوان (في الأخبار)"
فيما قال بيني غانتس، رئيس حزب معسكر لدولة، ورئيس الجيش الإسرائيلي الأسبق: "إن العلاقات الخارجية لإسرائيل هي حساسة، وعندما تقومون بفعل أمور من أجل الأخبار مع صفر تحمل للمسؤولية، فإن هذا فشل لحكومة نتنياهو".