وصل رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة، اليوم الإثنين، إلى السفارة الفلسطينية في طرابلس، وتعهد بأن حكومته لن تطبع مع إسرائيل.
وأضاف الدبيبة أنه لم يكن على علم بلقاء وزير خارجيته مع وزير الخارجية كوهين، لكن وكالة أسوشييتد برس للأنباء ذكرت أنه كان على علم باللقاء، كما زعمت وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش أن رئيس الوزراء طلب منها تحديدا إجراء الاتصالات.
ويأتي التزام رئيس الوزراء الليبي بعدم إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بعد إقالة وزير خارجيته، وفي أعقاب المظاهرات التي اندلعت في ليبيا احتجاجا على اللقاء بين وزيري الخارجية.
واقتحم المتظاهرون وزارة الخارجية وأشعلوا النار في الإطارات والأعلام الإسرائيلية ومنزل رئيس الوزراء، ودعوا إلى إسقاط الحكومة.
ووفقًا للتقارير الواردة من ليبيا، فقد أعرب رئيس الوزراء عن استعداده لتعزيز التطبيع مع إسرائيل بالفعل في اجتماع مع رئيس وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنس في يناير 2023، لكنه كان خائفًا جدًا من معارضة شعبية واسعة النطاق.
ليبيا وافقت على التطبيع مع إسرائيل لكنها تراجعت لهذا السبب
وذكرت وكالة أسوشييتد برس، أنه بعد الاجتماع بين وزراء الخارجية الليبي والإسرائيلي، كانت ستُطلع الوزيرة نجلاء المنقوش رئيس وزرائها مباشرة عند عودتها إلى طرابلس، وأن هذا اللقاء كان في الواقع تتويجا لجهود دبلوماسية قادتها الولايات المتحدة لإضافة ليبيا إلى الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
إدانة اللقاء التطبيعي
وبعد نشر اللقاء والتظاهرات التي شهدتها شوارع ليبيا، سارعت الحكومة الليبية إلى إدانة اللقاء ومحاولة التقليل من الأضرار.
وأقال رئيس الوزراء وزيرة الخارجية التي فرت إلى تركيا، ونفت وزارة الخارجية الليبية وجود تقارب في العلاقات ووصفت اللقاء بأنه “عرضي وغير رسمي”.
وفي إسرائيل، أحدث الاجتماع عاصفة أخرى، وهاجم مسؤولو وزارة الخارجية وزير الخارجية كوهين لإعلانه علناً عن الاجتماع: "ما يحدث الآن هو سيناريو يعيدنا إلى الوراء بشكل كبير. ماذا ستفكر الدول التي تريد التقرب منا؟ هل لا يمكنك الوثوق بالسرية الإسرائيلية؟ وهذا انتهاك للقوانين الدبلوماسية الأساسية. لقد تضررت مصداقية دولة إسرائيل بشكل خطير".
اللقاء غير سري
في المقابل، تزعم مصادر سياسية أن اللقاء لم يكن سريا، وكان من المفترض أن يصبح علنيا في وقت ما.
وفي وقت سابق اليوم، قال كوهين إن مسؤولين هم من سربوا الاجتماع، حتى قبل أن ينشر إعلانا رسميا.
وزعمت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها ووزيرها "ملتزمون بتوسيع العلاقات الخارجية الإسرائيلية، وخلافاً لما تم نشره فإن التسريبات حول عقد لقاء مع وزيرة الخارجية الليبي لم تخرج من وزارة الخارجية الإسرائيلية أو من مكتب الوزير".
الولايات المتحدة تحتج
لكن القناة 13 الإسرائيلية، ذكرت أن الولايات المتحدة احتجت على وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، بسبب الكشف عن لقاءه مع نظيره الليبي.
وبحسب القناة، فإن وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، أوضح للولايات المتحدة أنه لن يُشير بعد الآن عن أي لقاء.
وذكرت أن قوات الأمن في طرابلس رفعت من التعزيزات حول رئيس الوزراء الليبي عقب تلقيه عدة تهديدات بعد لقاء وزيرة الخارجية في حكومته مع نظيرها الإسرائيلي.
من جانبه، قالت القناة 12 الإسرائيلية، إن الإعلان عن اللقاء بين وزير الخارجية الإسرائيلي ونظيره الليبي قد يعمل على ردع الدول الإسلامية الأخرى.