قرر الادعاء في ألمانيا يوم الجمعة، محاكمة حارس سابق في معسكر اعتقال زاكسينهاوزن، ويبلغ من العمر الآن 98 عامًا، بتهمة المساعدة والتحريض على قتل الآلاف من نزلاء المعسكر.
وبحسب موقع دويتشه فيله الألماني، فقد كان الرجل، وهو من سكان بلدة جيسن، يخدم في قوات الأمن الخاصة، وبحسب لائحة الاتهام كان حارساً شاباً في معسكر الاعتقال بالقرب من برلين، بين يوليو 1943 وفبراير 1945، قبل أسابيع قليلة من استسلام ألمانيا النازية.
ووفق الدعوى، فقد شارك المتهم في القتل "الوحشي والشرير" لـ 3300 من نزلاء المعسكر.
ونظرا لتقدم عمر المتهم، قرر طبيب نفسي في أكتوبر الماضي أن أهليته محدودة للغاية للمثول للمحاكمة، ورغم هذا الرأي تقرر البدء في الإجراءات القانونية. ولم يتم الكشف عن اسم الرجل بعد.
وزعم ممثلو الادعاء أن الرجل "دعم القتل الوحشي والخبيث لآلاف السجناء كعضو في وحدة حراسة قوات الأمن الخاصة" خلال تلك الفترة.
ويقع معسكر اعتقال زاكسينهاوزن شمال برلين. وتم احتجاز أكثر من 200 ألف شخص فيه، بما في ذلك اليهود والسجناء السياسيون والمثليون جنسياً والغجر. ويشير العلماء إلى أن حوالي 40 ألف إلى 50 ألف سجين قُتلوا هناك.
السباق لمحاكمة النازيين الناجين
ووجد تقييم للطب النفسي أن الرجل البالغ من العمر 98 عاما، والذي لم يتم الكشف عن اسمه، مؤهل للمحاكمة.
ومع ذلك، ونظرًا لصغر سنه وقت ارتكاب الجريمة المزعومة، فإن محكمة الأحداث في هاناو ستقرر ما إذا كانت ستفتح الإجراءات أم لا.
وشكلت إدانة الحارس النازي السابق جون ديميانيوك في عام 2011 سابقة في القانون الألماني الذي سمح بمحاكمة الآخرين على أفعالهم أثناء الهولوكوست.
ومنذ ذلك الحين، شهدت ألمانيا سلسلة من الإجراءات القانونية ضد أفراد قوات الأمن الخاصة الناجين.
ولكن نظرا لتقدم عمر المتهمين، فقد تم إلغاء العديد من هذه المحاكمات لأسباب صحية، والإدانات لا تؤدي دائما إلى السجن. وقد توفي بعض المتهمين قبل أن يتمكنوا من البدء في قضاء فترات سجنهم.
ووفق صحيفة يسرائيل هيوم، فإن معسكر الاعتقال زاره ممثلون عن مفتي القدس، الحاج أمين الحسيني، للتعرف على سير عمله، حسب زعمها.