هذا الشاب من غينيا في غرب أفريقيا كان لديه حلم كبير، وهو أن يتم قبوله في جامعة الأزهر المرموقة في القاهرة. لم يكن لديه حتى المال لشراء رحلة طيران إلى مصر، لكن هذا لم يمنع الشاب الطموح من ركوب دراجة وانطلق في رحلة آلاف الكيلومترات ليتم قبوله في الأزهر.
الشاب مامادو سافايو باري، عمره 25 سنة وأب لطفل. انطلق قبل أربعة أشهر من غينيا واتجه شرقا، وعبر الحدود إلى مالي ثم إلى بوركينا فاسو، وكلاهما يحكمهما المجلس العسكري، ومن ثم توجه جنوباً إلى توغو وبنين، ثم إلى النيجر وتشاد، وهي أيضاً دول شهدت انقلابات في العامين الماضيين.
وقال باري عند وصوله إلى مصر: "كان التنقل عبر هذه البلدان صعباً للغاية لأنه لا يوجد أمن فيها". "إنهم يعانون من مشاكل كثيرة والناس هناك خائفون للغاية. وفي مالي وبوركينا فاسو نظروا إلي وكأنني مجنون. وفي كل مكان كنت أرى رجالاً عسكريين يحملون بنادقهم الآلية على الشاحنات".
وقال باري إنه اعتقل مرتين في بوركينا فاسو ومرة في توغو.
وعندما وصل إلى تشاد، بعد مسافة 4200 كيلومتر بالدراجة، اكتشف صحفي محلي قصته ونشرها على الإنترنت، مما أدى إلى جمع المال بسرعة لشراء تذكرة طائرة إلى القاهرة، حيث وصل قبل نحو أسبوعين، وقد منعه ذلك من السفر عبر السودان الذي تشهد أجزاء منه حالة حرب.
وأوضح باري: "أريد تعميق معرفتي بالإسلام، لكن لم يكن لدي المال للسفر أو لدفع تكاليف الدراسة". ويبدو أن جامعة الأزهر أعجبت بالشاب الطموح ومنحته منحة دراسية.
وقال باري: "ليس لدي كلمات لوصف مدى سعادتي". "لقد نسيت مصاعب الطريق، ومحيت بسبب فرحة أن أكون طالبًا في الأزهر".
هذا ووجه شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب بتوفير الرعاية للطالب الغيني ومنحه منحة دراسية كاملة وصرف إعانة شهرية له، وذلك لإعانته في معاشه ودراسته، واتخاذ كافة الإجراءات التي تيسر حياته في مصر، وتساعده على التفرغ لتحصيل العلم والمعرفة في رحاب الأزهر.