تحتفل إسرائيل بيوم الغفران، حيث تتوقف حركة المركبات على الطرق وتمتلئ المعابد اليهودية، فيما تكون المنظومة العسكرية في حالة تأهب قصوى خوفاً من عمليات مسلحة وتصعيد الوضع الأمني، خصوصاً في الضفة الغربية وقطاع غزة.
يعتبر يوم الغفران أو "يوم كيبور" بالعبرية من أقدس أيام السنة اليهودية، وهو يوم يتم فيه الصوم ومحاسبة النفس والتطهر من الذنوب وهو اليوم الوحيد الذي ورد في التوراة صومه في سفر اللاويين.
وتعني كلمة "كيبور" الكفارة أو التطهر أي التطهر من الذنوب، ويُحظر في هذا اليوم التطيب والاغتسال والمعاشرة الجنسية والسفر بالسيارات، ويستمر الصيام 25 ساعة وتُكرس للصلوات والابتهالات إلى الله ليغفر لعباده خطاياهم.
كما ويُعتبر يوم الغفران يوم عطلة رسمية مطلقة ويتغير فيه شكل الحياة في إسرائيل بشكل جوهري، حيث تتوقف فيه قنوات الإذاعة والتلفزيون عن البث، وتتعطل فيه حركة السير والسيارات ليوم كامل، بالإضافة إلى حركة القطارات، فيما يسمح للدراجات بالسير وهو اليوم الوحيد الذي يستطيع فيه الأطفال اللعب في الشوارع دون خوف او تحسب لأي سيارة!.
ويوم الغفران هو اليوم المتمم لأيام التوبة العشرة والتي تبدأ بيومي رأس السنة، أو كما يطلق عليه بالعبرية "روش هاشناه"، وعدم الصيام في يوم الغفران هو أحد الدلائل الرئيسية على ترك الدين بشكل تام أو على الانتماء إلى اليهود العلمانيين.
وبحسب التراث الحاخامي، فإن يوم الغفران هو اليوم الذي نزل فيه موسى من سيناء، للمرة الثانية، ومعه ألواح الشريعة، حيث أعلن أن الله غفر لهم خطيئتهم بعد أن عبدوا "العجل الذهبي" الذي صنعه لهم السامري.
كبش لله وكبش للشيطان!
وفي يوم الغفران لا يقوم اليهود بأي عمل آخر سوى التعبد، ويقوم الكاهن الأعظم لإسرائيل بجلب كبشين فيقوم بذبح الأول ويُقدمه قرباناً لله، أما الكبش الثاني فيجره إلى أعلى جبل ويقوم بالقائه من الأعلى حتى يسقط على الأرض ميتاً ويُقدم قرباناً لـ "عزازيل" أي الشيطان.
كما هنالك بعض العادات التي يقوم بها بعض اليهود لتكفير خطاياهم عبر جلب دجاجة ووضعها فوق رؤوس العائلة أو الشخص وتدويرها 3 مرات مع قراءة بعض المزامير التوراتية، حيث يقال "هذا هو بديلي، قرباني، الذي ينوب عني في التكفير عني" اعتقاداً منهم أن خطايا الشخص توضع في الدجاجة ومن ثم تذبح الدجاجة ويُعطى لحمها للفقراء.
وعادةً يحمل الرجل ديكاً والأنثى دجاجة وفي حال عدم توفر الدجاج يمكن استبداله بأي طائر موافق للشريعة اليهودية، ما عدا الببغاء.
وعند حلول الظلام، يُنفخ في البوق، إيذانا بانتهاء العيد والصيام.