السعودية مصرة على إقامة تحالف دفاع كشرط للتطبيع مع إسرائيل
محمد بن سلمان مع جو بايدن

السعودية مصرة على إقامة تحالف دفاع كشرط للتطبيع مع إسرائيل

عربي و دولي |

ذكرت وكالة رويترز للأنباء، أن السعودية عازمة على التوصل إلى اتفاقية عسكرية تُلزم الولايات المتحدة بالدفاع عن المملكة مقابل فتح العلاقات مع إسرائيل.

ووفق الوكالة، فقد قد لا ترقى الاتفاقية إلى مستوى الضمانات الدفاعية الصارمة على غرار الناتو التي سعت إليها المملكة في البداية عندما نوقشت هذه القضية لأول مرة بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وجو بايدن خلال زيارة الرئيس الأمريكي إلى المملكة العربية السعودية في يوليو 2022.

ولا يزال من غير الواضح ما هي طبيعة التحالف الدفاعي المطروح على الطاولة: هل هو تحالف دفاعي على النموذج الأوروبي (الناتو)، أم مع كوريا الجنوبية واليابان (بمعنى المساعدة بين الدول، ولكن لا تلتزم أي دولة بإرسال قوات)، أو على المستوى الإسرائيلي (الالتزام بنقل الأسلحة المتطورة).

حماية السعودية من الهجمات

وقالت مصادر مطلعة على التفاصيل، إن الولايات المتحدة ليست مستعدة لإعطاء التزام مثل المادة 5 في حلف شمال الأطلسي (إذا تعرضت دولة لهجوم يأتون لمساعدتها) والسعوديون يريدون بيانًا أمريكيًا لحماية السعودية إذا تعرضت للهجوم.

وبحسب بعض المصادر التي تحدثت مع رويترز، فإن السعودية مستعدة للتنازل عن بعض مطالبها في المجال النووي، ويأتي التحرك الأخير مع وكالة الطاقة الذرية، وهو الاتفاق على الإشراف الدقيق، ضمن هذه الخطوة.

 ووفق المصادر، فإن حقيقة أن إسرائيل لن تقدم تنازلات كبيرة للفلسطينيين في محاولتهم لإقامة دولة "لن تمنع" السعوديين من التوقيع على اتفاق مع إسرائيل.

وقال مصدر أمريكي إن واشنطن يمكنها أيضًا تحسين أي اتفاق من خلال تصنيف المملكة العربية السعودية كحليف رئيسي من خارج الناتو، وهو الوضع الممنوح لإسرائيل بالفعل.

لكن جميع المصادر قالت إن السعودية لن تقبل بأقل من الضمانات المُلزمة بالحماية الأمريكية إذا تعرضت لهجوم، مثل الضربات الصاروخية التي وقعت في 14 سبتمبر 2019 على مواقعها النفطية والتي هزت الأسواق العالمية. وألقت الرياض وواشنطن باللوم على إيران، المنافس الإقليمي للمملكة، رغم نفي طهران أن يكون لها دور.

الفلسطينيين لن يحصلوا على دولة

وأوضحت رويترز، أنه يمكن للفلسطينيين أن يحصلوا على تخفيف بعض القيود الإسرائيلية، لكن مثل هذه التحركات لن ترقى إلى مستوى تطلعاتهم إلى إقامة دولة. 

وقال أحد المصادر الإقليمية: "التطبيع سيكون بين إسرائيل والسعودية. وإذا عارضه الفلسطينيون فإن المملكة ستستمر في طريقها". 

وأضاف: "المملكة العربية السعودية تدعم خطة السلام للفلسطينيين، لكنها أرادت هذه المرة شيئًا للسعودية، وليس للفلسطينيين فقط".

أقل من معاهدة كاملة

وقال مسؤول أميركي، إن معايير اتفاق الدفاع مع السعودية لا تزال قيد الإعداد، مضيفاً أن ما تتم مناقشته "لن يكون معاهدة تحالف أو أي شيء من هذا القبيل(...) بل سيكون تفاهما دفاعيا مشتركا وليس معاهدة كاملة".

وقال المسؤول إن الأمر سيكون أشبه بعلاقة الولايات المتحدة مع إسرائيل، التي تتلقى الأسلحة الأمريكية الأكثر تقدما وتجري تدريبات مشتركة للقوات الجوية والدفاع الصاروخي.

وقال مصدر في واشنطن مطلع على المناقشات إن محمد بن سلمان طلب معاهدة على غرار معاهدة حلف شمال الأطلسي لكنه قال إن واشنطن مترددة في الذهاب إلى حد التزام حلف شمال الأطلسي بموجب المادة الخامسة بأن الهجوم على أحد الحلفاء يعتبر هجوما على الجميع.

وقال المصدر في واشنطن إنه يمكن تصنيف السعودية كحليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي، وهي خطوة تم دراستها منذ فترة طويلة. ويأتي هذا الوضع، الذي تتمتع به العديد من الدول العربية مثل مصر، مع مجموعة من الفوائد، مثل التدريب.

البحث عن التزامات إسرائيلية

وقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لقناة فوكس نيوز، إن المملكة تقترب بشكل مطرد من تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وتحدث عن حاجة إسرائيل إلى "تيسير حياة الفلسطينيين".

وسيشمل ذلك مطالبة إسرائيل بنقل بعض الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل في الضفة الغربية إلى السلطة الفلسطينية، والحد من النشاط الاستيطاني اليهودي، ووقف أي خطوات لضم أجزاء من الضفة الغربية. وقال دبلوماسيون إن الرياض وعدت أيضًا بتقديم مساعدات مالية للسلطة الفلسطينية.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن أي صفقة يجب أن تعترف بحق الفلسطينيين في إقامة دولة داخل حدود عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، ويجب أن توقف بناء المستوطنات الإسرائيلية. لكن جميع المصادر قالت إنه من غير المرجح أن يعالج أي اتفاق سعودي إسرائيلي تلك القضايا الساخنة.

وقال نتنياهو إنه لا ينبغي أن يكون للفلسطينيين حق النقض (الفيتو) على أي اتفاق لصنع السلام.