في سلسلة من الغارات الجوية العنيفة، استهدفت الطائرات الإسرائيلية مساء اليوم محيط منطقة "بركسات الوكالة" التي تأوي نازحين شمال غرب مدينة رفح، ما أسفر عن وقوع عشرات الشهداء والجرحى.
تفاصيل الهجوم
بدأت الأحداث عند الساعة 8:45 مساءً، حيث شنت الطائرات الإسرائيلية غارة استهدفت محيط منطقة البركسات، التي كانت تؤوي نازحين فلسطينيين. وأفادت مصادر محلية أن القصف أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 22 شخصًا في البداية، مع تزايد عدد الشهداء لاحقًا إلى أكثر من 30 شهيدًا وعشرات المصابين، من بينهم جثث متفحمة وأشلاء متناثرة في موقع الحادث.
وقد أكدت وزارة الصحة في غزة وقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى، مشيرة إلى أن فرق الإنقاذ تعمل على البحث عن مفقودين تحت الأنقاض. وأشار الهلال الأحمر الفلسطيني إلى أن المنطقة المستهدفة كانت منطقة إنسانية سبق أن أجبر الفلسطينيون على النزوح إليها.
ردود الفعل المحلية والدولية
وفي ظل هذه الأحداث، ناشد رئيس بلدية رفح السلطات المصرية السماح بإدخال سيارات الإسعاف فورًا لنقل المصابين إلى مستشفيات العريش. ووصف مدير مستشفى أبو يوسف النجار، مروان الهمص، الوضع بأنه كارثي، حيث استقبلت النقاط الطبية في رفح 28 شهيدًا وعددًا كبيرًا من الجرحى بحالات خطيرة.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية بشدة هذه المجزرة، ووصفتها بأنها تجاوزت كل التوقعات وتشكل تحديًا صارخًا لجميع قرارات الشرعية الدولية، بما في ذلك قرار محكمة العدل الدولية بضرورة وقف استهداف مدينة رفح وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني. كما أكد المتحدث باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، أن ارتكاب قوات الاحتلال لهذه المذبحة يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.
تصريحات الجيش الإسرائيلي
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الغارة استهدفت مجمعًا لحركة حماس في رفح كان يضم مسلحين رئيسيين. وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الهجوم تم وفقًا للقانون الدولي واستخدام أسلحة دقيقة بناءً على معلومات استخباراتية. وأضاف المتحدث: "في الهجوم على رفح اغتلنا ياسين ربيع وخالد نجار المسؤولين في مكتب الضفة الغربية التابع لحماس". وأكد أن الهجوم كان موجهًا ضد "مخربين يشكلون هدفًا مشروعًا".
ردود فعل إضافية
المتحدث باسم الأونروا في غزة لسكاي نيوز عربية أكد أن القصف الإسرائيلي طال منطقة قريبة من مخازن تابعة للوكالة، مضيفاً أن أعداد القتلى والجرحى قد تتجاوز 100 شخص، وأن حديث إسرائيل عن وجود عناصر حماس لا يبرر القصف.
مصر أدانت القصف المتعمد لخيام النازحين، ووصفته بأنه انتهاك صارخ لحقوق الإنسان.
الكويت استنكرت العدوان الإسرائيلي على النازحين في رفح.
الخارجية الأردنية أدانت قصف مخيم للنازحين قرب مقر وكالة الأونروا غربي رفح.
الأونروا وصفت التقارير عن شن هجمات على عائلات تبحث عن ملاذ بأنها مروعة.
الخارجية القطرية أشارت إلى أن قصف إسرائيل يعقد جهود الوساطة الجارية ويعيق الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
مجلس الأمن القومي الأمريكي أعرب عن علمه بالتقارير حول الغارة ويجمع المزيد من المعلومات.
المحامي العام العسكري الإسرائيلي أكد أنهم ما زالوا يجرون تحقيقات خطيرة للغاية في حادث رفح.
تصريحات جديدة
الرئيس الفرنسي عبر عن غضبه من الضربات الإسرائيلية التي أدت إلى مقتل العديد من النازحين في رفح، داعياً إلى الاحترام الكامل للقانون الدولي والوقف الفوري لإطلاق النار. وأكد الرئيس الفرنسي أن "لا توجد مناطق آمنة في رفح للمدنيين الفلسطينيين"، مطالباً بضرورة توقف هذه العمليات فوراً.
تتواصل ردود الفعل الغاضبة والمنددة من مختلف الجهات المحلية والدولية تجاه هذه المجزرة، وسط دعوات متزايدة لإجراء تحقيق دولي ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم البشعة بحق المدنيين العزل.
أحد الأطفال الشهداء في المجزرة
