سردت صحيفة "يسرائيل هيوم" الليلة الخميس، تفاصيل العملية التي نفذها شاب فلسطيني في تل أبيب وأسفرت عن مقتل إسرائيليين اثنين، في عملية وُصفت بالمعقدة أمنياً.
حيث قالت الصحيفة أن اسرائيليين اثنين قتلا باطلاق نار في شارع ديزنجوف أحد أشهر وأهم شوارع تل أبيب، وأصيب 15 آخرين على يد مسلح فلسطيني، ولا زالت الحادثة لم تنته بعد طالما أن المنفذ حر طليق.
وحول تفاصيل العملية، قالت الصحيفة أن المسلح داخل شارع ديزنغوف من جهة الشمال إلى الجنوب الساعة 9 مساءً، ومن ثم بدأ بإطلاق النار على حانة "أليكا" للمشروبات الكحولية، ومن ثم هرب من المكان بين المنازل والأبنية إلى شارع "هيرشنبيرج" شرق شارع ديزنغوف.
وتابعت، وهناك رصد شخص يقترب منه فأطلق عليه 4 رصاصات، لكن الرصاصات أصابت سيارة كانت متوقفة.
وأكدت الصحيفة أن الشارع هو نفس الشارع الذي سلكه الشهيد "نشأت ملحم" والذي نفذ عملية إطلاق نار مشابهة لهذه العملية عام 2016 وأدت لمقتل اثنين.
قتيلين اثنين
وقالت نجمة داوود الحمراء (الاسعاف الاسرائيلي) أنه وصل الى مستشفى "إيخيلوف" رجلين في الثلاثينيات من العمر مصابين بطلقات نارية، حيث تم تقديم الإنعاش لهما ولكن تم تحديد وفاتهما لاحقاً.
وأوضحت انه وصل أيضأً الى المستشفى 3 اصابات خطيرة، بالاضافة الى 4 اصابات طفيفة.
وقال مدير مستشفى ايخيلوف أن "معظم الإصابات خطيرة ونحن نناضل من أجل انقاذ حياة 4 مصابين بحالة الخطر، الاصابات كلها بأعيرة نارية ونزيف شديد، وفقدنا حياة شخصين".
وحسب شهود العيان الاسرائيليين فان مسلح وصل شارع ديزنغوف وأطلق النار على حانة، فأصاب 5 أشخاص كانوا يجلسون بها والمارين في نفس المكان، ومن ثم هرب من المكان.
وأشارت الصحيفة إلى ان المئات من الشرطة وجنود الجيش، بدأوا عقب الحادثة بالبحث عن المسلح من منزل إلى منزل ومن شارع الى شارع، يرافقهم مدنيون مسلحون.
وقال أحد شهود العيان الذي كان جالساُ في خمارة "أليكا" وقت اطلاق النار "راينا الجميع يفرون، وصرخ صاحب الخمارة على المارين بالدخول للخمارة".
وقال شاهد عيان آخر "كنت جالساً مع اصدقائي في مطعم، وفجأة سمعنا أشخاصًا يركضون ويصرخون"إرهابي، إرهابي، إرهابي" وبدأت أصرخ، وبعدها اختبئنا داخل المطعم".
وقال أحد المصابين في العملية "ذهبت لتناول الخمرة في الخمارة مع صديقي، وجلسنا في الخارج وبعد ربع ساعة ظهر المسلح أمامي وبدأ بإطلاق النار، سقطت على الارض، وكنا نبحث عن مكان للاختباء به وصعدنا على براميل البيرة وأحسست ان جسمي ينزف دماً، وصديقي هرب الى منزل مجاور".
منفذ العملية حر طليق
وقالت الشرطة الإسرائيلية، أن اعمال البحث مستمرة عن منفذ العملية في تل أبيب، وتشير نتائج التحقيق الأولي إلى أن رجلاً يرتدي ملابس داكنة وصل إلى مطعم، وأطلق النار على الجالسين وهرب.
وطالبت الشرطة من الإسرائيليين بالاتصال مباشرة على رقمها المجاني في تحديد هوية المنفذ، كما وطالبتهم بالبقاء في منزلهم وعدم الخروج منها.
حيث أوضحت الصور الواردة من هناك خلو الشوارع من المارة والسيارات.
من جانبه عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت اجتماع في مقر وزارة الجيش في تل أبيب، وتم الاتفاق على رفع حالة التأهب ونشر المزيد من القوات في ضواحي تل أبيب.
حيث قال أن "قوات الامن ستبقى تطارد منفذ العملية، وأياً كان سنعثر عليه، وسيدفع كل شخص ساعده الثمن غالياً". حسب زعمه.
هذا وقالت القناة 14 العبرية، أنه ليس لدى المؤسسة العسكرية أي معلومات عن منفذ عملية تل ابيب، والمؤكد لديهم أنه لم يتسلل الى مناطق الضفة الغربية.
وأضافت القناة أن المنفذ أطلق النار من سلاح من نوع "كارلو"، في الوقت الذي تتواجد به قوات النخبة الإسرائيلية في تل أبيب لمعرفة مكان المنفذ وتصفيته.
مشددة نقلاً عن مسؤول في القيادة العسكرية الإسرائيلية أن الأيام المقبلة لن تكون سهلة بالنسبة للاسرائيليين.
هذا وندد السفير الأمريكي لدى اسرائيل توم نيدس بالهجوم قائلا "لقد صُدمت عندما شاهدت هجوم ارهابي على المدنيين الابرياء، وهذه المرة في تل أبيب، نحن نصلي من أجل السلام ونُرسل تعازينا للضحايا وعائلاتهم".
فيما باركت الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة العملية واصفين إياها"بـ البطولية".