ترجمة خاصة عاجل فلسطين| ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت اليوم الثلاثاء، أن شرطة حرس الحدود لم تعجبها أمس الطريقة التي تصرف بها الجيش في نشر التحقيقات حول استشهاد الطفلة جنى زكارنة في جنين شمال الضفة الغربية.
وقال الشرطة الإسرائيلية إن "تحقيق الجيش متسرع ويفتقر إلى الدلائل الواضحة، بل ويُشير إلى أن الفتاة الفلسطينية قد قُتلت بنيران قواتنا!".
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن قائد المنطقة المركزية، يهودا فوكس، استدعى قائد حرس الحدود لتوضيح الملابسات الطافية على السطح، والسِجَالات والمُلاسنات التي تحدث داخل أروقة حرس الحدود.
القناص يعترف بقتل الفتاة جنى زكارنة
وبحسب القناص الذي أطلق النار، فقد قال لقيادته أنه أطلق النار تجاه شخص واحد بعدما قام هذا الشخص بإطلاق النار عليه.
وقالت الصحيفة أن الجندي أطلق النار تجاه شخص واحد دون تحديد هويته، فيما الواضح أن هنالك مشكلة في التنسيق بين قوات الجيش وحرس الحدود الشُرطية، بحسب الصحيفة.
ووفق مصدر في حرس الحدود فقد أشار إلى أن "القناص أطلق النيران تجاه سطح يتجمع به مسلحون، لكن فيما بعد أبلغ الفلسطينيون بمقتل فتاة، وهذا في حد ذاته يُثير شكوكنا".
وزعم أن "الفلسطينيون أبلغوا عن مقتل الفتاة بعد خروج كافة قواتنا من جنين بنصف ساعة".
وأشارت يديعوت أن عملية جنين والتي قُتلت فيها الفتاة الفلسطينية أول أمس، استغرقت أقل من 3 دقائق لاعتقال المطلوبين، لكن القوات تعرضت فيها لإطلاق نار مكثف من جميع الجهات.
فيما استغرقت عملية الخروج ما يقرب الساعة، أطلق فيها القناص 8 رصاصات على سطح مبنى، ويبدو أنه أصاب بطريق الخطأ فتاة كانت تقف في مكان قريب، بحسب الصحيفة.
الجيش الإسرائيلي يُبرر قتل جنى زكارنة
وبرر الجيش قتل الفتاة أنها كانت في منطقة من غير المفترض أن تكون فيها، بل وتُصوّر اقتحامات الجيش، مشدداً على أن مخيم جنين أصبح منطقة عنفوان مُسلحة وممتلئة بالعبوات الناسفة والكاميرات التي تصور عمليات الاقتحامات وتساعد الفلسطينيين على الحذر من الجيش ونصب الكمائن.
ووفق مصدر في الجيش، فإن أي جيش في العالم كان سيُنهي أي اقتحام كاقتحام جنين أول أمس، بعشرات القتلى على الأقل.
وقالت الصحيفة أن عملية الاقتحامات في الضفة الغربية أصبحت صعبة منذ بدء عملية "كاسر الأمواج" وخصوصاً في منطقة جنين، لأن ارتقاء ضحايا أبرياء من الفلسطينيين أصبح مرتفع للغاية، وخصوصاً بعد مقتل شيرين أبو عاقلة.
وأكدت الصحيفة أن الجيش استخلص الدروس والعِبر من مقتل الفتاة الفلسطينية، وبعد 12 ساعة تحمّل مسؤولية قتلها، موضحةً أن هذا خطأ يمكن أن يحدث في أي ساحة حرب معقدة.
وأكد ضابط في الجيش أنه لولا الحذر الذي يتخذه الجيش خلال كل عملية اقتحام، لكان عدد القتلى في الأراضي الفلسطينية أعلى من الاحصائيات المُعلن عنها بكثير، حيث قُتل خلال العام 31 إسرائيلياً مقابل 151 فلسطينياً في الضفة الغربية.
العمليات لن تتوقف ضد إسرائيل
وأضاف أن بيوت العزاء والجنازات والأعمال الانتقامية لمقتل الفلسطينيين لن توقف موجة العنف في الضفة الغربية، وسيستمر الجيش باقتحام المخيمات التي تهدد أمن إسرائيل.
وقال الضابط أنه لا يوجد أحد من الفلسطينيين للتحدث معه لوقف موجة العمليات العنيفة، لأن السلطة الفلسطينية مُنهارة ولا يوجد لها سيطرة.
وأشار أن الجيش سيستمر بالعمل على احباط الهجمات الفلسطينية، حتى يكلّ ويملّ المقاومون عن تنفيذ عملياتهم، وسيدفعون كافة الأثمان، بما فيها هدم منازلهم، حسب قوله.