وضعت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تقرير لها صباح اليوم الاثنين 11/4/2022 خطة مفصلة من أجل ضرب المقاومة الفلسطينية في جنين شمال الضفة الغربية والقضاء عليها.
وقالت الصحيفة أن جنين هي منطقة مسلحة خارج عن سيطرة السلطة الفلسطينية وأيضاً إسرائيل، مثلها كمثل المناطق المسلحة في كولومبيا، وهي تشكل ملاذاً آمناً وحضناً دافئاً لكل من يريد تنفيذ عملية مسلحة في إسرائيل، بعد ظهور مسلحي حركة الجهاد وحماس، والذين عملوا على تأجيج النار ضد اسرائيل انطلاقاً من مخيم جنين.
المخطط الأول
ووضعت الصحيفة العبرية مخططين للقضاء على المقاومة الفلسطينية في جنين، المخطط الأول يتكون من سيطرة قوات برية كبيرة من الجيش الإسرائيلي لمدينة جنين ومخيمها وكافة القرى المحيطة بها، وبالتالي السيطرة الكاملة على المنطقة مما يدفع الجيش لاكتشاف الأسلحة وضبطها واعتقال كافة المطلوبين، ومن ثم الخروج من المنطقة وتطهيرها دون عودتها لمجال تصدير "الإرهاب"، حسب وصف الصحيفة.
مشيرة إلى أن مثل هذه الخطة تم تنفيذها في جنين خلال عملية "السور الواقي" عام 2002.
وفق الصحيفة فانه وحسب هذه الخطة فان الجيش سيجبر مسلحي المقاومة على الاختباء والهروب، وبالتالي لا يستطيعون تنفيذ عمليات بكل حرية، أما على الجانب الآخر فإن وجود الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين وفي القرى المجاورة، سيحفز مسلحي المقاومة على مواجهة الجنود، سلاح مقابل سلاح ومقاوم أمام جندي، والنتيجة هي وقوع أكبر عدد ممكن من مسلحي الفصائل في شراك الجيش الإسرائيلي لأنه أكثر قوة، بشرط ألا تقع قوات الجيش الإسرائيلي بكمائن مفاجئة للمسلحين، وفق الصحيفة.
وأشارت الصحيفة الى أن لمثل هذه الخطوة مساوئ عديدة، أهمها وقوع ضحايا من المدنيين الفلسطينيين، وهو ما يؤدي الى خلق ردات فعل انتقامية قد تتطور الى انتفاضة مثل الانتفاضة الثانية.
المخطط الثاني بعدة عوامل
أما المخطط الثاني فهي تشمل كافة مدن الضفة بما فيها أيضا جنين، من خلال القضاء على مسلحي الفصائل دون التدحرج لانتفاضة شعبية كبيرة، عبر 3 عوامل رئيسية وضعتها وزارة الجيش الاسرائيلي:
العامل الأول وهو العامل الأمني، من خلال إقامة حواجز طيارة لاعتقال المطلوبين ويُستحسن أن تكون خلال النهار، وهذا بحد ذاته يحفز المقاومين على استهداف قوات الجيش مما يجعلها ترد عليهم وتغتالهم، وكسر الصورة النمطية لدى المقاومين من أن الجيش يخشى اقتحام جنين.
العامل الثاني العامل المدني، من خلال فرض قيود على عرب الداخل من الدخول إلى جنين من اجل العلاجات والتسوق، وأيضاً تقييد خروج رجال الأعمال الفلسطينيين من جنين إلى إسرائيل، وهذا بحد ذاته ضربة للاقتصاد لمعظم سكان جنين.
حيث أنه ووفقاً للصحيفة فإن الضغط الاقتصادي سيتم ترجمته في النهاية الى ضغط عائلات المقاومين على أبنائهم وتحييدهم عن تنفيذ عمليات داخل اسرائيل او مواجهة القوات الاسرائيلية، وهو شيء مطلوب لأنها تضر باقتصاد جنين ككل.
العامل الثالث وهو استخدام عامل "الجزرة"، من خلال مواصلة إسرائيل السماح للعمال الفلسطينيين من منطقة جنين وشمال الضفة الغربية للعمل في اسرائيل من أجل تحسين الضرر الذي لحق بحياة مئات الآلاف من الفلسطينيين أصحاب الدخل المنخفض.
نتائج المخططين
أما عن النتائج الإيجابية لهذين المخططين، فإنه وحسب الصحيفة، سيخلق تشتيت بين مسلحي المقاومة وعدم انضباط وبالتالي سيسقطون واحداً تلو الآخر في شراك الجيش واعتقالهم، وكل معتقل سيُدلي بمعلومات ثمينة تؤدي الى تنفيذ عملية أخرى لاعتقال مطلوبين ومسلحين آخرين، وهكذا دواليك يوم بعد يوم وليلة بعد ليلة، وهذا يسمح بحد ذاته تقليل فرص وقوع الضحايا في صفوف الجيش الإسرائيلي وفي نفس الوقت امتلاك أكبر قدر ممكن من المعلومات الاستخبارية، حسب وصف الصحيفة.
وأشارت الصحيفة الى أن كل مثل هذه الضغوط لن يسمح للمقاومة برصد أماكن تمركز قوات الجيش وهو ما يجعلهم لا يتمتعون بأدنى حرية في مواصلة تنفيذ عملياتهم والتخطيط لها بسبب الضغط الكبير عليهم من خلال الحواجز الطيارة والاقتحامات الليلية والاقتحامات في النهار واعتقال المطلوبين الخ.
وأكدت الصحيفة أنه لو نجحت هذه الخطط فإنه لا حاجة لتنفيذ عملية"السور الواقي 2" مع التشديد على عدم قتل مدنيين فلسطينيين، لأن قتلهم يعني انتفاضة شعبوية هائجة لن تنطفئ.