نفّذ الاحتلال الإسرائيلي قراراً بتصفية قادة حركة الجهاد الإسلامي، من خلال العودة إلى تفعيل عمليات الاغتيال في قطاع غزة، والتي بدأ بتنفيذها الثلاثاء الماضي 9 مايو 2023م، حيث شرع باغتيال ثلاثة من أبرز قادة "سرايا القدس" في قصف إسرائيلي بمحافظتي غزة ورفح.
وتحاول حكومة الاحتلال الإسرائيلي الخروج من "المأزق" ووقف إطلاق النار، بعد مجازفتها في اغتيال قادة الجهاد الإسلامي، في عدوان إسرائيلي على غزة لليوم الخامس على التوالي، بعد فشل جهود التهدئة لعدم موافقة الاحتلال على شروط "الجهاد".
ويسعى الاحتلال الإسرائيلي للخروج بأقل الخسائر من العدوان الذي شنّه على القطاع، من أجل تحقيق إنجاز وانتصار بعد نجاحه في قتل قادة "الجهاد" على حد زعمه، كذلك في محاولة لمنع استمرار المعركة حتى يوم مسيرة الأعلام التي من المقرر تنفيذها في مدينة القدس المحتلة الخميس المقبل 18 مايو.
وتواصل المقاومة الفلسطينية في غزة إطلاق رشقاتها الصاروخية تجاه مستوطنات الغلاف، بعد رفضها الموافقة على وقف إطلاق النار، لعدم التزام الجانب الإسرائيلي بشروط المقاومة، حيث طالبت بإلزام "إسرائيل" وقف سياسة الاغتيالات في قطاع غزة والضفة الغربية، وتسليم جثة الشهيد "خضر عدنان"، ومنع إقامة مسيرة الأعلام في القدس المحتلة.
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط، نقلت عن مصادر سياسية مطلعة على الوساطة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، قولها: إن "مصر تضغط وتسابق الزمن من أجل وضع اتفاق مرضٍ تنتهي به جولة التصعيد الحالية، وذلك قبل الوصول إلى يوم مسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس نهاية الأسبوع الحالي"، مشيرة إلى انه "قد يؤدي إلى تصعيد كبير يمكن أن يُدخل حماس إلى خط المواجهة".
يشار إلى أن الوسيط المصري وضع عدة حلول ومقترحات، من أجل إنهاء التصعيد الحالي ووقف إطلاق النار، حيث وافق الجانب الإسرائيلي، فيما رفضت "الجهاد الإسلامي" لعدم التزام إسرائيل بشروط المقاومة في وقف الاغتيالات، بعد قيام الاحتلال باغتيال 6 من قادة "الجهاد" خلال 4 أيام في العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة.
وفي بيان لجيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت، أكد أنه منذ بداية التصعيد الحالي أطلقت المقاومة نحو 1099 صاروخاً، واعترضت القبة الحديدية 340 منها، فيما اجتاز 865 صاروخ السياج الحدودي، مضيفاً، أنها "هاجمت 325 هدفاً للجهاد الإسلامي بغزة".
وهناك استعدادات لدى الجانب الإسرائيلي لاستمرار التصعيد وإطالة أمد المعركة، حيث وجهت إسرائيل تحذيراً لحركة "حماس" من الدخول في المعركة بجانب "الجهاد"، تخوفاً من الوصول إلى حرب شاملة تصل لأشهر من القتال بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية.
وكشف تقرير لصحيفة "الأخبار اللبنانية" أن إسرائيل وقعت في حيرة كبري غير قادرة على الإفلات منها، في اليوم الخامس على التوالي من العدوان على غزة، بعد محاولتها الضغط على "الجهاد الإسلامي" من خلال اغتيال ثلاثة أخرين من قيادتها العسكريين في القطاع، وقصف بيوت المدنيين الآمنة لدفع حماس بالضغط على "الجهاد" لوقف إطلاق النار.
ومن جانب آخر، أوضحت الصحيفة، أن "إسرائيل لا تريد المغامرة في رفع مستوى استهدافها بالوصول إلى قتل المدنيين في غزة، خشية دخول حماس المعركة"، لافتة إلى أن "إسرائيل تسعى إلى إبقاء الوضع على ما هو عليه من الاستنزاف وتحطيم صورة النصر المفترضة التي حققتها بالضربة الأولى في اغتيال قداة الجهاد منذ اليوم الأول".
وفي السياق ذاته، بينت قناة "الغد"، أن الوسيط المصري حمّل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كونه لم يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه فجر أمس الجمعة.
وذكرت القناة نقلاً عن مصادر مصرية، أن "الوسيط المصري أقنع حركة الجهاد في اليوم الثالث للعدوان بوقف مؤقت لإطلاق الصواريخ ووافقت، لكن إسرائيل خرقت الاتفاق وواصلت عملياتها العسكرية في غزة"، مؤكدة، أن "الاتصالات ما زالت مستمرة حتى اللحظة من أجل الوصول إلى وقف إطلاق شامل للنار".
ويضغط الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الحالي على "الجهاد" والفصائل الفلسطينية، للموافقة على وقف إطلاق النار من خلال قصف منازل المدنيين، حيث قصفت طائرات الاحتلال الحربية، أكثر من 15 منزلاً دمرته بشكل كامل، بالإضافة إلى تضرر أكثر من 900 وحدة سكنية في أنحاء متفرقة من محافظات قطاع غزة.
هذا وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ارتقاء 33 شهيداً بينهم 6 أطفال و3 نساء وإصابة نحو 147 مواطناً جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الخامس على التوالي.