اعتذر الجيش الإسرائيلي عن مقتل صحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة، بعد عام من قتلها برصاصة في مؤخرة الرأس أثناء تغطيتها لعملية عسكرية إسرائيلية في جنين بالضفة الغربية المحتلة.
وهذه هي المرة الأولى التي يعتذر فيها الجيش الإسرائيلي عن مقتل المراسلة المعروفة، بعد أن اعترف العام الماضي بوجود "احتمال كبير" لإطلاق النار عليها من قبل جندي إسرائيلي.
وجاء الاعتذار من المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هجاري، في مقابلة على شبكة السي أن أن الأمريكية يوم الخميس المنصرم.
وقال "أعتقد أنها فرصة لي لأقول هنا إننا نأسف للغاية لوفاة شيرين أبو عاقلة".
وأضاف "كانت صحفية معروفة جدًا. ونحن في إسرائيل نقدر ديمقراطيتنا وفي الديمقراطية نرى قيمة عالية في الصحافة وفي الصحافة الحرة. نريد للصحفيين أن يشعروا بالأمان في إسرائيل، خاصة في وقت الحرب، وحتى لو انتقدونا".
ويأتي هذا الاعتذار بعد أيام من نشر لجنة حماية الصحفيين تقريراً قالت فيه إنها لم تجد أي مساءلة للجيش الإسرائيلي على مقتل ما لا يقل عن 20 صحفيا على مدى العقدين الماضيين.
وقالت منظمة الدفاع عن الصحافة إنها وثقت مقتل ما لا يقل عن 20 صحفيا بنيران الجيش الإسرائيلي منذ عام 2001، مضيفة أن 18 من القتلى فلسطينيون. وقالت في بيان صحفي "لم يتم اتهام أي شخص أو محاسبته على هذه الوفيات".
وقالت لجنة حماية الصحفيين إن "المسؤولين الإسرائيليين يتجاهلون الأدلة وادعاءات الشهود، التي تظهر في كثير من الأحيان لتبرئة الجنود من عمليات القتل بينما لا تزال التحقيقات جارية".
وقالت لجنة حماية الصحفيين: "عندما تُجرى التحقيقات، غالبًا ما يستغرق الجيش الإسرائيلي شهورًا أو سنوات للتحقيق في عمليات القتل، ولا يكون أمام عائلات الصحفيين الفلسطينيين في الغالب سوى القليل من الملاذ داخل إسرائيل للسعي لتحقيق العدالة".
وكشف تحقيق أجرته شبكة سي إن إن في مايو من العام الماضي عن أدلة على أنه لم يكن هناك اشتباكات مسلحة، ولا أي مسلحين فلسطينيين بالقرب من أبو عاقلة في اللحظات التي سبقت وفاتها.
وأظهرت لقطات حصلت عليها سي إن إن، مدعومة بشهادة ثمانية شهود عيان ومحلل صوتي وخبير أسلحة متفجرة، أن القوات الإسرائيلية هي من استهدفت الصحفية.
بينما اعترف الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى في سبتمبر / أيلول الماضي بوجود "احتمال كبير" لإطلاق النار على أبو عاقلة "بطريق الخطأ" بنيران إسرائيلية.
رداً على تقرير لجنة حماية الصحفيين في وقت سابق من هذا الشهر، قال الجيش الإسرائيلي إنه "يأسف لأي ضرر يلحق بالمدنيين أثناء النشاط العملي ويعتبر حماية حرية الصحافة والعمل المهني للصحفيين على قدر كبير من الأهمية".
وجاء في بيان أن "الجيش الإسرائيلي لا يستهدف عمدا غير المقاتلين، ولا يتم استخدام الذخيرة الحية في القتال إلا بعد استنفاد جميع الخيارات الأخرى".