قال رئيس مكتب الرئيس الاوكراني وكبير مستشاريه أندريه يارماك، إن جهود الوساطة التي بذلها رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت هي محل تقدير لدى الحكومة الأوكرانية، ولكننا نتوقع دعمًا أكبر بكثير من إسرائيل وتزويدها بالأسلحة والتقنيات الإلكترونية، حسبما صرح لموقع "واللا" العبري.
وأوضح يارماك من القبو الرئاسي في كييف للموقع العبري، إنه بالتوازي مع المحادثات بين زيلنسكي وبينيت، فانه يتحدث مرة كل بضعة أيام مع وزير البناء والإسكان الاسرائيلي زئيف إلكين (أوكراني المولد) ومع مستشار الأمن القومي إيال خولتا حول جهود الوساطة، مُشيراً إلى أن بينيت ومستشاريه يشاركون بعمق في التطورات الجارية في أوكرانيا.
وقال يارماك "نعتقد أن بينيت مستعد لفعل كل ما يتطلبه الأمر لإحلال السلام في بلادنا ووقف الحرب"، لكنه أضاف رسالة إلى إسرائيل بخصوص الوساطة مع روسيا "أريد أن أؤكد، وهذا شيء يجب أن يفهمه الجميع، هناك تنازلات لا ترغب أوكرانيا في تقديمها أبدًا، هذه تنازلات تتعلق باستقلالنا وسلامتنا الإقليمية وسيادتنا، وهذا شيء يعرفه رئيس الوزراء بينيت، وأتمنى أن تنجح وساطته".
و امتنع يارماك عن توجيه انتقادات إلى بينيت، مشدداً على أنه "لم يقل الرئيس زيلنسكي ولا أي شخص مسؤول عن المفاوضات أن بينيت لم يكن على علم بالتفاصيل، ومنذ المحادثة الأولى مع بينيت شعرنا ببعض نواياه الجادة".
و شدد يارماك على أن موقف بينيت المحايد لم يكن مفيدًا، حيث قال "بصفتي شخصًا شارك في مفاوضات مع روسيا في الماضي لمدة عامين، أصرح بأن الوساطة في الوقت الحاضر لن تنجح ".
وتابع قائلاً "على إسرائيل أن توضح أن هذه حرب وعدوان، ونأمل لدى أصدقائنا الإسرائيليين أن لا يكون لديهم مشكلة في ذلك، وحتى عندما تكون وسيطًا لا يزال من الضروري توضيح من هو المعتدي ومن يدافع عن وطنه".
ووجه يارماك انتقادات حادة عندما يتعلق الأمر بالدعم السياسي والعسكري من إسرائيل، فقد شبّه وضع أوكرانيا بوضع إسرائيل إبان حرب عام 1948 عندما رفضت دول كثيرة إمدادها بالسلاح لاعتبارات سياسية.
وقال "أستطيع أن أؤكد أننا نتوقع دعما أكبر بكثير من إسرائيل فيما يتعلق بالمساعدة العسكرية والتكنولوجية، وقلنا بوضوح أننا بحاجة إلى قبة حديدية وسلاح آخر. وبالنسبة لبرنامج بيغاسوس التجسسي؛ فإننا لم نتلقه من إسرائيل حتى الآن وأنا أعلم أننا بحاجة إليه".
وأشار يارماك بسخرية إلى مزاعم كبار المسؤولين الإسرائيليين بأن الوساطة الإسرائيلية أدت إلى تقارب بين روسيا وأوكرانيا "إنني دائمًا متشكك عندما يكون الشخص الذي يبلغ عن التقدم في المحادثات شخصًا آخر وليس نحن أو روسيا".
وقال أن "المفاوضات بدأت بطريقة صعبة للغاية بلهجة غير مقبولة من جانب روسيا ولكن الآن هناك حوار، هناك تساؤلات حول ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق، هناك قضايا لن نتنازل عنها، ونعتقد أن اللحظة تقترب عندما يكون الزعيمان قادرين على الاجتماع، وأهم شيء بالنسبة لأوكرانيا هو وقف الحرب وسحب جميع القوات الروسية إلى الأراضي الروسية وإنشاء إطار أمني جديد لأوكرانيا".
وحول يوميات الرئيس زيلنسكي في ظل الحرب المفروضة على بلاده، أوضح يارماك أن "الرئيس موجود في مكتبه في كييف منذ بداية الحرب وأنه ينام من 4 إلى 5 ساعات في الليلة، وبقية الوقت يتحدث مع حوالي 10 من القادة الأجانب كل يوم، ويعقد اجتماعات مع وزراء الحكومة وقادة الجيش، ويُلقي كل يوم تقريبًا خطاب في مجلس النواب الى العالم".
وتابع قائلاً "في بعض الأحيان يعقد الرئيس اجتماعات في مقر الجيش وأجهزة المخابرات للحصول على مراجعات لمتابعة تقدم القتال، إنه يعمل 20 ساعة في اليوم، وفي مثل هذه المواقف يظل مُركزًا للغاية ومليئًا بالطاقة، وطوال هذه الأيام لم أر الرئيس حتى مرة واحدة يفقد أعصابه أو حتى أره خائفًا".
ويُعتبر أندريه يارماك أقرب الأشخاص إلى الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلنسكي ومن أقوى الشخصيات وأكثرها نفوذاً في البلاد، فقد وُلد في العاصمة كييف ووالده يهودي، وقُتل بعض أفراد عائلته على يد النازيين في الهولوكوست ولديه العديد من الأقارب في إسرائيل، وفق موقع واللا.