العفو الدولية تكشف عن "جرائم حرب" ضد قطاع غزة
استهداف شقة في خانيونس جنوبي قطاع غزة

العفو الدولية تكشف عن "جرائم حرب" ضد قطاع غزة

أخبار فلسطين |

كشفت منظمة العفو الدولية (أمنستي) أن إسرائيل وخلال عدوانها الأخير على قطاع غزة في أوائل مايو الشهر المنصرم، دمرت بشكل غير قانوني منازل في كثير من الأحيان دون ضرورة عسكرية، في ما يرقى إلى شكل من أشكال العقاب الجماعي ضد السكان المدنيين.

وحققت منظمة العفو الدولية في تسع غارات جوية إسرائيلية أسفرت عن ارتقاء مدنيين وإلحاق أضرار بالمباني السكنية وتدميرها في قطاع غزة، حيث أشارت أن ثلاث غارات جوية منفصلة في الليلة الأولى من القصف في 9 مايو، استهدفت بقنابل دقيقة التوجيه ثلاثة من كبار قادة سرايا القدس، وقتلت 10 مدنيين فلسطينيين، وجرحت 20 آخرين على الأقل.

وقالت إن الغارات وقعت في مناطق حضرية مكتظة بالسكان في الساعة 2 صباحًا عندما كانت العائلات نائمة في منازلها، مما يشير إلى أن أولئك الذين خططوا وأعطوا الإذن بالغارات توقعوا - وربما تجاهلوا - الضرر غير المتناسب للمدنيين.

وأكدت منظمة العفو أن شن غارات غير متناسبة عمداً، هو نمط وثقته المنظمة في العمليات الإسرائيلية السابقة، وهو جريمة حرب.

وأشارت أن العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على غزة، أدت إلى تدمير 2943 منزل، من بينها 103 منازل دمرت بالكامل، ونزح ما لا يقل عن 1244 فلسطينيا بسبب الغارات وفقا

وفي تفاصيل تحقيق منظمة العفو الدولية، ففي الساعة 2 صباحًا من يوم 9 مايو، أصابت الضربات الجوية الإسرائيلية مبنى من طابقين في حي الشعف في مدينة غزة بقنبلة GBU-39 وهي قنبلة صغيرة القطر تصنعها شركة بوينج للدفاع والفضاء والأمن، وتم تصديرها إلى إسرائيل من الولايات المتحدة، واستهدفت الغارة شقة خليل البهتيني العضو البارز في سرايا القدس وقتلته هو وزوجته ليلى البهتيني وابنتهما هاجر البالغة من العمر أربع سنوات. كما تعرضت الشقة المجاورة للقصف، مما أسفر عن ارتقاء دانيا عدس البالغة من العمر 19 عامًا وشقيقتها إيمان البالغة من العمر 17 عامًا. 

وقال علاء عدس، والد دانيا وإيمان، لمنظمة العفو الدولية إنه أيقظه باب غرفة نومه الذي سقط عليه، وركض إلى غرفة إيمان ودانيا ووجد بناته في الفراش. دانيا التي كان من المقرر زفافها في يوليو تموز، وُجدت ميتة، فيما كانت إيمان، وهي طالبة حريصة تحلم بأن تصبح طبيبة، لا تزال تتنفس، وتم نقلها إلى المستشفى حيث توفيت بعد ساعات قليلة.

وقالت منظمة العفو إن إسرائيل ملزمة بإلغاء الهجوم إذا تبين أنه قد يلحق ضررا غير متناسب بالمدنيين والأعيان المدنية، إن شن هجوم غير متناسب عمدا يعد جريمة حرب.

الإتلاف المتعمد

كما أدى التدمير الإسرائيلي المتعمد لمنازل المدنيين إلى خسائر فادحة في صفوف المدنيين في قطاع غزة، بمن فيهم الأشخاص ذوو الإعاقة.

في 13 مايو، استهدفت القوات الإسرائيلية مبنى من أربعة طوابق في مخيم جباليا للاجئين. كان المبنى موطنًا لـ 42 شخصًا منهم عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة. 

وقال حسام نبهان، شاهد عيان على الهجوم، لمنظمة العفو الدولية إنه تلقى مكالمة يعتقد أنها من ضابط مخابرات إسرائيلي في حوالي الساعة 6 مساءً، قال فيها إن سكان المبنى أمامهم 15 دقيقة للإخلاء. قال حسام للمتصل إن هناك أشخاصًا معاقين في المبنى وأنهم بحاجة إلى مزيد من الوقت، لكن المتصل كرر التحذير.

بعد الضربة، أصيبت حنين نبهان البالغة من العمر 22 عامًا بصدمة شديدة لدرجة أنها وجدت صعوبة في التحدث، قائلة إن كرسيها المتحرك دُفن تحت أنقاض منزلها.

لم تجد الأبحاث التي أجرتها منظمة العفو الدولية أي دليل على أن مبنى نبهان والمباني السكنية الأخرى التي دمرت أو تضررت خلال اليومين الأخيرين من العملية العسكرية على غزة، قد استخدمت لتخزين أسلحة أو أي معدات عسكرية أخرى أو أن الصواريخ أطلقت من جوارها المباشر. 

وأكدت منظمة العفو أن السبب الجذري لهذا العنف الذي لا يوصف هو نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، يجب تفكيك هذا النظام ورفع الحصار عن قطاع غزة على الفور ومحاسبة المسؤولين عن جرائم الفصل العنصري وجرائم الحرب والجرائم الأخرى بموجب القانون الدولي.