ترجمة حصرية عاجل فلسطين| كتب الدكتور والأكاديمي الإسرائيلي، دورون ماتسا، أنه من تحليل أحداث السنوات الأخيرة في إسرائيل، يمكن القول أن الشعب اليهودي سيُنفى للمرة الثالثة، ولكن هذه المرة "داخل أرضه ودولته إسرائيل"، بمعنى نفيٌ داخلي، حسب قوله.
وأشار أن وطوال تاريخ الشعب اليهودي منذ الخروج من مصر وحتى الخروج من أوروبا، تمتع اليهود بفترتين قصيرتين من الاستقلال والسيادة: الأولى في عهد أول الملوك شاول، وكبير الملوك سليمان (النبي) في الألف سنة قبل الميلاد. والثاني هي دولة الحشمونئيم التي انتهت في القرن الأول الميلادي.
لكن وقبل هاتين الفترتين، بينهما وبعدهما، اتسم وضع التراكم السياسي الاجتماعي لليهود العبرانيين في واقع النفي والطرد.
وبحسب الكاتب، فقد كان القاسم المشترك بين هاتين الفترتين هو الازدراء اليهودي الجماعي ورفض أي هيكل حكومي ينطوي على تركيز السلطة، وإدخال قواعد ملزمة والطاعة السياسية.
والآن يبدو أن اليهود في إسرائيل في القرن الحادي والعشرين قد انفصلوا عن المرحلة الثالثة من استقلالهم السياسي، وينتقلون إلى مرحلة جديدة في المنفى.
وأشار إلى أن أبرز علامات المنفى لإسرائيل حالياً والتي لا يمكن طمسها، هي انهيار حكم الدولة، وخطاب الرفض بين الجنود والسياسيين الذي جاء على خلفية الإصلاح القانوني لنتنياهو، إلى جانب إضعاف أنظمة إسرائيل، وإن وظاهرة الفوضى، ومحو نظام القواعد والاتفاقيات الوطنية - كلها تعبيرات عن انهيار العمل الصهيوني.
المنفي اليهودي وزوال إسرائيل
وتتميز المرحلة الحالية من المنفى التي بدأها اليهود العبرانيون بالعلاقة بين الظاهرتين السيئتين اللتين أسقطتا اليهود الأولين: الظاهرة الأولى القبلية التي تنعكس في التأكيد على خطوط الصدع الداخلية في المجتمع الإسرائيلي (أرثوذكسي، علماني، عرب، مستوطنون، إلخ). والظاهرة الثانية معارضة كل شيء يصدر عن الحكومة، بالإضافة إلى ظاهرة (الحكومة لا تسيطر، ومؤسسات الإنفاذ لا تعمل).
وختم الكاتب، أن الطرد والسبي والنفي لليهود خارج إسرائيل بدأ يقترب، بسبب التمزق الداخلي لليهود وثورتهم على حكومتهم، حيث تم سبي اليهود مرتين في التاريخ، ويبدو أن السبي الثالث قادم بعد 75 سنة على إقامة إسرائيل، وإن يهود دولة إسرائيل الحديثة، الذين فعلوا المستحيل منذ بداية القرن ال20، يسيرون في القرن ال21 على الطريق الأعوج الذي سار عليه أجدادهم طوال فترة التاريخ.