تردد اسم صالح العاروري كثيراً في الآونة الأخيرة، ليس فقط في أروقة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بل أيضاً في وسائل الإعلام العالمية، وخاصة في وسائل الإعلام العربية.
من هو صالح العاروري – صالح العاروري ويكيبيديا
صالح العاروري (57 عاما)، من مواليد قرية عارورة في رام الله عام 1966، قضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي 17 عاما.
تخرج صالح العاروري من الدراسات الإسلامية في جامعة الخليل، ومن هنا كان الطريق إلى العضوية في حماس استمرارًا طبيعيًا.
وقد تم سجنه بتهمة تنظيم الخلايا المسلحة لحماس في الضفة الغربية، والتي أصبحت فيما بعد الذراع العسكري للحركة باسم كتائب عز الدين القسام.
وفي السجن الإسرائيلي، اكتسب صالح العاروري الكثير من الخبرة إلى جانب يحيى السنوار. وكان الأخير شخصية مهيمنة بين سجناء غزة، وصالح العاروري بين سجناء الضفة الغربية.
وبعد إطلاق سراحه، رفض الأردن استقباله، ضمن خلاصات محاولة اغتيال خالد مشعل الفاشلة عام 1997، وهكذا وجد صالح العاروري نفسه مهاجراً أولاً إلى سوريا ومن ثم إلى تركيا.
وهناك وجد كتفاً دافئاً في جماعة الإخوان المسلمين، الجماعة المظلة التي تنتمي إليها "حماس" وحزب العدالة والتنمية التركي الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان.
ويعتبر صالح العاروري شخصية مركزية في حماس لأسباب ليس أقلها الكاريزما التي يتمتع بها وحنكته.
صالح العاروري مطلوب لأمريكا
ولا يقلل مسؤولو الاستخبارات الإسرائيلية من شأنه على الإطلاق، على عكس العديد من الشخصيات الأخرى في العمل المقاوم الفلسطيني.
وبالمناسبة، فإن صالح العاروري مطلوب أيضاً من قبل الولايات المتحدة، بمكافأة قدرها 5 ملايين دولار على رأسه، لدوره في التخطيط لعملية اختطاف المستوطنين الثلاثة في يوليو 2014 والتي أدت لاندلاع حرب على قطاع غزة، حيث أن أحد المستوطنين الذين قُتلوا في الحادثة كان يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأميركية، ومن هنا بدأ طريق العاروري إلى القائمة السوداء للولايات المتحدة.
ومؤخراً ظهر اسم العاروري أكثر من مرة في وسائل الإعلام الإسرائيلية كهدف للاغتيال، من أجل محاسبة حماس على موجة العمليات المسلحة التي تُشعلها الحركة في الضفة الغربية.
ويُعرَّف صالح العاروري في المنظومة الأمنية الإسرائيلية بأنه "جنرال القيادة المركزية" لحركة حماس.
العاروري مسؤول عن عمليات الضفة الغربية
ووفق موقع زمان يسرائيل العبري، فإن صالح العاروري يقف وراء العمليات العسكرية واللوجستية والاقتصادية لكتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية، وهو على اتصال منتظم مع حزب الله وعناصر من الحرس الثوري الإيراني.
وزعم الموقع أن آخر عملية تهريب من الأردن، والتي تم الكشف عنها قبل أربعة أسابيع، تم تنفيذها عبر مواطنين من العرب في إسرائيل وتضمنت عددًا من العبوات الناسفة المتقدمة إيرانية الصنع، والتي كانت موجهة للضفة الغربية.
وقال الموقع أنه وفي نهاية الأسبوع الماضي، أجرى صالح العاروري مقابلة طويلة مع قناة "الميادين" التلفزيونية المقربة من حزب الله، ولم يذكر العاروري على وجه التحديد السيناريو الذي سيحدث لو وقعت عمليات اغتيال، لكنه اكتفى بالتصريح العام بأن حماس لن تقف مكتوفة الأيدي.
وأكد الموقع العبري، أن أكثر شيء تتخوفه إسرائيل هي عبارة توحيد الساحات والجبهات.
وزعم الموقع أن صالح العاروري هو من أمر منظمة مسلحة فلسطينية بإطلاق صواريخ من لبنان على إسرائيل خلال عيد الفصح اليهودي المنصرم، لكن الرد الإسرائيلي الضعيف عزز شعور العاروري بالأمان الذي كان يشعر به تحت مظلة حزب الله.
اغتيال صالح العاروري
وبحسب الموقع، فإن الكثيرين في إسرائيل يرون أن اغتيال صالح العاروري هو الحل المناسب. وقد ألمح إلى ذلك في مقابلة أجريت معه قبل أيام، عندما قال إنه يعلم أن عناصره على قائمة الاستهداف وهم مستعدون للموت كشهداء.
ووصل صالح العاروري إلى لبنان قبل عام تقريباً، ومنذ ذلك الحين تجنب مغادرة البلاد، وقد تلقى رسالة على مغادرة تركيا بعد تلقيه تلميحات واضحة من أجهزة الأمن التركية بأنه بالفعل "شخص غير مرغوب فيه".
وكانت هذه الرسالة هي نتيجة مطلب إسرائيلي تم نقله إلى الأتراك عن طريق الموساد ومن ثم إلى الرئيس الإسرائيلي يتسحاك هرتسوغ الذي قابل أردوغان شخصياً، وعندما أشار أردوغان إلى رغبته في تحسين العلاقات مع إسرائيل، كان التلميح الذي نقله واضحاً لا لبس فيه: "اعتنوا بمقر حماس الخاص بكم أولاً".
وقال موقع زمان يسرائيل، إن السؤال المطروح هو هل يوجد بشكل عام تعهد من نصرالله بالحفاظ على سلامة صالح العاروري؟ هذا السؤال يعتلي المناقشات بالمنظومة الأمنية الإسرائيلية، والجواب الواضح هو مفتاح الخطوة الإسرائيلية للردع.
ولفت إلى أن ما هو مؤكد أنه إذا تم اتخاذ قرار باغتيال صالح العاروري، فإن القرار سيتم مناقشته بغرف ضيقة، وبالتأكيد ليس في اجتماع الكابينت الأمني.
المصدر: وكالة عاجل فلسطين وترجمات
بالصور: العاروري يتحدى نتنياهو والجيش الإسرائيلي وضع خططاً لعمليات عسكرية