كشفت صحيفة "معاريف" العبرية، عن تفاصيل جديدة حدثت خلال العدوان على قطاع غزة خلال شهر أيار/ مايو من العام المنصرم، تحت عملية أطلقت عليها اسم "حارس الأسوار".
وأوضحت الصحيفة ان خُطة "المترو" والتي ابتدعها الجيش الإسرائيلي وكانت تهدف الى ادخال أكبر عدد ممكن من عناصر حركة "حماس" الى الانفاق عبر حيلة نفذها من أجل القضاء عليهم مرة واحدة وايقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا، لاقت اعتراضاً واسعاً من قبل القادة العسكريين.
وأكدت ان الخطة والتي فشلت فشلاً ذريعا، اعترض عليها قائد سلاح الجو "عميكام نوركين" (والذي أنهى خدمته يوم أمس كقائد لهذا السلاح) وأوصى رئيس الأركان افيف كوخافي بالإبقاء على الخطة الاستراتيجية الموضوعة، الامر الذي دفع كل من رئيس شعبة الاستخبارات وقائد المنطقة الجنوبية الى مخالفة قائد سلاح الجو، زاعمين بأن هنالك فرصة في خداع حماس من خلال التحرك البري ودخولهم للأنفاق ومن ثم قصفهم.
وقالت الصحيفة ان سلسلة الاحداث بدأت في 11 مايو من العام الماضي عندما نجح الجيش بقتل 14 عنصراً من حماس قي نفقين هجوميين، حيث كان العناصر ينوون تنفيذ عملية هجومية في منطقة الجدار الفاصل، حسب زعمها.
واشارت الى انه عقب قتل العناصر، عقد قادة الجيش الاسرائيلي اجتماعاً وطُرح فيه سؤالاً عما اذا كان قتل عناصر حماس قد أضر بقدرات الجيش الاسرائيلي وأضر بخطتي طوارئ كبيرتين ومعدتين مسبقاً، وهما: الاولى ضرب قيادات حماس المتواجدين تحت الارض، والثانية تكون عبر ايهام عناصر حماس بوجود اجتياح عسكري ودفعهم للدخول للأنفاق ومن ثم القضاء عليهم مرة واحدة.
وفي اليوم التالي في 12 مايو، أجرى قادة الجيش الاسرائيلي تقييماً عقب مقتل 18 عنصر من حماس من بينهم قيادات بارزة تحت الارض، حيث قال قائد المنطقة الجنوبية ان حماس متخوفة من النزول للأنفاق خشية استهدافهم، مضيفا ان هنالك شكوكاً اذا كان يمكنهم تنفيذ عملية "المترو" بعد قتلهم للعناصر.
وأكدت الصحيفة ان قائد المنطقة الجنوبية على الرغم من شكوكه بنجاح عملية "المترو" إلا أنه أوصى بتنفيذها على الرغم من أنه لم يكن مخططًا لها أن تحدث في جولة القتال الحالية.
وكان رئيس شعبة الاستخبارات قد أيد توصيات قائد المنطقة الجنوبية قائلاً "أريد أن أحكي قصة انتصار على حماس تحت الأرض"، وذلك على عكس توصيات قائد سلاح الجو الذي أوصى بإنهاء عملية "المترو".
وتم تنفيذ خطة "المترو" في ليلة 14 أيار /مايو بعدما بدأت عشرات المركبات المدرعة للجيش الإسرائيلي في الاقتراب من الحدود الشمالية لغزة، وتسريب خبر مزيف للصحافة العالمية عن بدء دخول بري، حيث كانت الخطة عملية احتيالية تهدف إلى دفع أكبر عدد ممكن من عناصر حماس على دخول الأنفاق التي حفروها ومن ثم قتلهم بعد ذلك وتصفيتهم.
و أكدت "معاريف" أن الخطة لم تحقق أهدافها وأن عددًا قليلاً فقط من عناصر حماس قتلوا في الأنفاق وليس كما كان متوقعاً.