في تصعيد خطير للأحداث في قطاع غزة، قامت طائرات الاحتلال الإسرائيلي بشن غارات مكثفة على منطقة مواصي خان يونس، مستهدفةً خيام النازحين والأحياء السكنية بشكل مباشر. وأفادت مصادر محلية أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت حتى طواقم الإسعاف خلال محاولتها انتشال الشهداء والجرحى من تحت الأنقاض.
ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد الشهداء جراء الغارات إلى 90 شهيداً، بالإضافة إلى إصابة 300 شخص، بينهم حالات خطيرة ما زالت الطواقم الطبية تتعامل معها في ظل نقص حاد في المستلزمات الطبية والأدوية. وأشارت الوزارة إلى أن المستشفيات في خان يونس تعجز عن تقديم الخدمات الطبية بسبب العدد الكبير من الإصابات.
استهداف الطواقم الطبية:
قامت الطائرات الإسرائيلية باستهداف طواقم الإسعاف خلال محاولتها إنقاذ الجرحى وانتشال الجثث في مواصي خان يونس، مما أدى إلى سقوط عدد من الإصابات بين الطواقم الطبية وزيادة صعوبة تقديم المساعدة الطبية للمصابين. وذكر شهود عيان أن القصف كان كثيفًا ومتعمدًا على الفرق الطبية، مما يعكس استهدافًا ممنهجًا لمنع الإسعاف والإغاثة.
محاولة اغتيال محمد الضيف:
أكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن الغارات كانت تستهدف قيادات في كتائب القسام، بينهم القائد محمد الضيف ونائبه رافع سلامة. وأفادت تقارير إسرائيلية بأن الهجوم كان يهدف إلى تصفية الضيف وسلامة، لكن مصيرهما لا يزال غير مؤكد حتى الآن. وأشار تقرير لهيئة البث الإسرائيلي إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد أعطى موافقته النهائية على عملية التصفية بعد أن أبلغه رئيس الشاباك بأن الظروف أصبحت مهيئة لتنفيذها.
تصريحات نتنياهو:
وفي سياق متصل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العمليات العسكرية ستستمر حتى تحقيق كافة الأهداف المرسومة، مؤكداً أن إسرائيل لن توقف العمليات قبل القضاء على قيادات حماس. وأضاف نتنياهو أن الغارة استهدفت تحديداً القيادي في القسام محمد الضيف ونائبه رافع سلامة، وأن أمريكا تدرك أن الاغتيالات جزء أساسي في سياسة إسرائيل لهزيمة حماس.
الوضع الطبي والإنساني في خان يونس:
أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني أن المجزرة في خان يونس أدت إلى استشهاد محمد حمد، نائب مدير إدارة الإطفاء بالدفاع المدني. وأشار إلى وجود جثامين مقطعة تعمل الطواقم على تجميعها، بالإضافة إلى أن المواطنين تطايروا إلى مسافات بعيدة جراء قوة الانفجارات. وأكد المتحدث أن الصليب الأحمر غير قادر على التواصل مع الجانب الإسرائيلي للوصول إلى المناطق المستهدفة.
وقد صرحت وزارة الصحة في غزة بأن الوضع الطبي في مستشفى ناصر بخانيونس متدهور بشكل كبير، حيث أصبح تقديم الخدمات الطبية شبه مستحيل بسبب العدد الكبير من الجرحى والنقص الحاد في المستلزمات الطبية.
ردود الفعل الفلسطينية والدولية:
وقد أدانت الرئاسة الفلسطينية هذه الهجمات، واعتبرتها جرائم حرب تستهدف المدنيين الأبرياء، داعيةً المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي وإنقاذ المدنيين من ويلات هذا الصراع. وأكدت الرئاسة أن هذه الهجمات تأتي في إطار سلسلة من المذابح اليومية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة والضفة الغربية، معتبرةً أن هذه الجرائم تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.
الوضع الميداني والأمني:
أفادت مصادر عسكرية إسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي هاجم بشكل مكثف مواقع عدة في خان يونس بهدف القضاء على قائد كتائب القسام محمد الضيف. وأشارت تقارير إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يعقد جلسة تقييم خاصة للوضع في غزة بمشاركة رئيس جهاز الشاباك رونين بار ورئيس أركان الجيش هيرتسي هاليفي.
وأعرب نتنياهو عن اعتقاده بأن الحرب ستنتهي فقط عندما تحقق إسرائيل كافة أهدافها، مؤكداً أن إسرائيل مستعدة لمواصلة العمليات مهما طال الزمن لتحقيق الأمن والقضاء على قيادات حماس.
دعوات دولية لوقف التصعيد:
دعا المجتمع الدولي إلى وقف التصعيد العسكري في غزة، حيث أبدت عدة دول ومنظمات إنسانية قلقها العميق إزاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في القطاع. وناشدت الأمم المتحدة الأطراف المتصارعة بضرورة وقف الأعمال العدائية وتجنب استهداف المدنيين، محذرةً من كارثة إنسانية وشيكة إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
هذا وتظل الأوضاع في غزة متوترة ومعقدة، مع استمرار الغارات الإسرائيلية واستهداف القيادات الفلسطينية، مما ينذر بتصعيد أكبر في الصراع المستمر. وفي ظل هذه الظروف، يبقى المدنيون هم الضحايا الأكبر، حيث تتفاقم المعاناة الإنسانية ويزداد عدد الشهداء والجرحى، في حين يبقى الأمل في تحقيق هدنة أو وقف لإطلاق النار بعيد المنال.