في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدها قطاع غزة منذ بدء التصعيد العسكري الأخير، نفذ جيش الاحتلال مجزرة مروعة بحق نازحين فلسطينيين كانوا يحتمون داخل مدرسة "التابعين" الشرعية في حي الدرج شرق مدينة غزة. هذا الهجوم الوحشي، الذي وقع صباح اليوم أثناء صلاة الفجر، أودى بحياة أكثر من 100 شهيد، غالبيتهم من النساء والأطفال، وأسفر عن إصابة العشرات بجروح خطيرة. الحادثة أثارت استنكارًا واسعًا في الأوساط المحلية، بينما لم تصدر أي إدانة دولية تُذكر حتى الآن.
تفاصيل المجزرة
في صباح اليوم السبت، وأثناء أداء صلاة الفجر، قصفت طائرات الاحتلال الحربية بـ 3 صواريخ شديدة الانفجار مدرسة "التابعين" في حي الدرج شرق مدينة غزة. الهجوم الوحشي أسفر عن استشهاد أكثر من 100 شخص، معظمهم من النساء والأطفال. الغارة استهدفت بشكل مباشر طابقين في المدرسة؛ الأول كان يؤوي أطفالًا ونساءً، والثاني طابق أرضي كان يستخدمه النازحون كمصلى، مما أدى إلى دمار هائل وخسائر بشرية كبيرة.
الوضع الطبي في أعقاب المجزرة
مدير المستشفى المعمداني في غزة أكد استقبال 80 شهيدًا، بينهم العديد من الأطفال والنساء، يعانون من بتر وحروق شديدة نتيجة القصف العنيف. الوضع الطبي في المستشفى حرج للغاية، حيث تواجه الطواقم الطبية صعوبة بالغة في التعامل مع الأعداد الكبيرة من الجرحى والشهداء في ظل نقص حاد في الإمكانيات والمستلزمات الطبية. من جانبه، أفاد الدفاع المدني بانتشال 93 شهيدًا من تحت الأنقاض حتى الآن، وسط جهود مستمرة للبحث عن ناجين أو ضحايا آخرين.
اعتراف جيش الاحتلال
اعترف جيش الاحتلال بتنفيذ الغارة على مدرسة "التابعين" في حي الدرج شرق غزة، مدعيًا أن المدرسة كانت تُستخدم كمقر قيادة عسكري لعناصر من حماس والجهاد الإسلامي.
بحسب المتحدث باسم الجيش، تم اتخاذ "خطوات لتقليل إصابة المدنيين"، وزعم أن "المخربين" استخدموا المدرسة لإطلاق هجمات "إرهابية" ضد إسرائيل. الجيش أشار إلى أن الأرقام الصادرة من الجانب الفلسطيني "مبالغ فيها"، وأن التحقيق في الحادثة لا يزال جاريًا.
ردود الفعل الدولية
في ظل الصمت الدولي المريب تجاه المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق المدنيين في مدرسة "التابعين"، جاءت الإدانة الوحيدة حتى الآن من الرئاسة الفلسطينية، التي حملت الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة. كما وصفت مقررة الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين، فرانشيسكا ألبانيزي، ما حدث بأنه "إبادة جماعية" تُنفذ بأسلحة أمريكية وأوروبية وسط عدم اكتراث العالم. الصمت الدولي أمام هذه المأساة الإنسانية يثير استنكارًا واسعًا ويضع علامات استفهام حول التزام المجتمع الدولي بحماية المدنيين.