ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأحد مجزرة مروعة بحق عشرات النازحين الذين احتموا بمدرسة "خليل عويضة" التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة. وأسفر القصف الإسرائيلي العنيف عن استشهاد أكثر من 40 فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى عشرات الجرحى.
تفاصيل المجزرة وأحداث الاقتحام
أفادت مصادر محلية وشهود عيان بأن قوات الاحتلال قصفت المدرسة بشكل مكثف بالمدفعية، مما أدى إلى اشتعال النيران في جميع أجزائها. وتحدث الناطق باسم الدفاع المدني في غزة عن مشاهد مروعة، حيث تفحمت أجساد الشهداء بالكامل، مع وجود جثث مقطعة وأخرى متناثرة بين أنقاض المدرسة.
وأضاف شهود عيان أن قوات الاحتلال اقتحمت المدرسة بعد حصار دام لساعات، وأطلقت النار عشوائيًا على النازحين. كما أجبرت النساء والأطفال وكبار السن على مغادرة المدرسة تحت تهديد السلاح، بينما اعتقلت العشرات من الرجال والشباب واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
حجم الكارثة الإنسانية
كانت المدرسة تؤوي أكثر من 1500 نازح فروا من منازلهم نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل على بلدة بيت حانون. وأوضح الدفاع المدني أن القصف أدى إلى انهيار أجزاء كبيرة من المدرسة واشتعال النيران، مما أسفر عن احتراق جثث الشهداء بالكامل. كما أشار إلى وجود جثث أخرى ملقاة في الأزقة المحيطة بالمدرسة نتيجة الغارات الإسرائيلية المكثفة.
وذكر النازحون أن القصف لم يقتصر على المدرسة، بل استهدف أيضًا منازل مأهولة بالسكان، بينها منازل لعائلات كبيرة مثل "عبد الدايم". وأفادوا بسماع استغاثات من تحت الأنقاض، وسط صعوبة كبيرة في إنقاذ المحاصرين بسبب استمرار القصف الإسرائيلي على المنطقة.
سياسة تهجير قسرية ممنهجة
وفي تصريح للناطق باسم الدفاع المدني، أكد أن الاحتلال الإسرائيلي ينفذ سياسة تهدف إلى إنهاء منطقة بيت حانون بشكل كامل عبر القصف المكثف والتهجير القسري للسكان. وأضاف أن الوضع الإنساني في المنطقة كارثي، مع استمرار التضييق على فرق الإنقاذ والإغاثة التي تجد صعوبة في الوصول إلى المناطق المستهدفة نتيجة القصف المتواصل.
يأتي هذا التصعيد الإسرائيلي في إطار حملة تهجير قسري وتطهير عرقي متواصلة شمال قطاع غزة. وطالب الدفاع المدني والمؤسسات الحقوقية المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتدخل العاجل لوقف هذه الجرائم المستمرة ضد المدنيين الفلسطينيين.