من الأشياء الغريبة، الملحوظة في مباريات كاس العالم 2022 في قطر، احتساب الحكام وقتا ضائعا طويلا جدا وغير معتاد في الملاعب وصل إلى إضافة 27 دقيقة بمباراة إنجلترا وإيران.
وبلغ مجموع الدقائق المحتسبة كوقت بدل ضائع في المباريات الأربع الأولى من مونديال قطر 65 دقيقة، أي أكثر من ساعة.
وصرح مصدر مسؤول بأن ذلك بسبب تعليمات صارمة أعطيت للحكام خلال المعسكر التدريبي المغلق، الذي أقيم لهم في الدوحة الفترة من 9 إلى 19 من الشهر الجاري، بأن يُحتسب الوقت الضائع الفعلي مهما بلغت مدته، في سابقة تحدث لأول مرة في كأس العالم بل كل البطولات، بوجوب لعب الوقت الفعلي للمباريات بكل دقة.
وأكد المصدر أن الإيطالي بيرلويغي كولينا، رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" هو من أصدر التعليمات، ويتابعها بدقة من خلال مجموعة منتقاة من مراقبي ومقيمي الحكام، وأن الاستبعاد مصير أي حكم لا يطبق التعليمات الصارمة.
ويؤكد ذلك تصريحات كولينا قبل كأس العالم التي أكد فيها "وجوب حزم الحكام في احتساب الوقت بديل الضائع، وأنهم سيعوضون كل الوقت الضائع في المباراة" ونصح المتابعين "بعدم التعجب من احتساب 6 أو 7 أو حتى 8 دقائق وقتاً ضائعاً في الشوط" الواحد، لكن الوقت الضائع فاق توقعات كولينا نفسه.
كيف يحتسب الوقت بديل الضائع؟
ولكن كيف يحتسب الوقت بديل الضائع؟ باختصار يشغل الحكم ساعة إيقاف لاحتساب وقت الشوط دون إيقاف، وساعة أخرى مع انطلاق صافرة بداية الشوط، ويوقفها مع كل توقف للعب، ومنها: خروج الكرة خارج الملعب أو الاحتفالات بالأهداف أو التبديلات، وتقييم الإصابات ومراجعة حكم الساحة لشاشة تقنية الفيديو المساعد، أو حتى لانتظار تقييم الفيديو المساعد وتقنية التسلل شبه الآلية لهدف، أو حالة دقيقة كضربة جزاء مثلا أو أي سبب آخر.
ويجب على حكم الساحة أن يشير للحكم الرابع أو يبلغه لاسلكيا عبر دائرة الاتصال المغلقة بين الحكام، بالوقت بديل الضائع في الدقيقة 45 من كل شوط ليعلنه الحكم الرابع للجميع من خلال رفع شاشة التبديلات وعليها الرقم المحدد قبل نهاية الدقيقة الأخيرة من الشوط.
علما بأن الحكم الرابع يساعد حكم الساحة في تقدير الوقت أيضا، كما قد يتدخل باقي الحكام ومنهم حكم تقنية الفيديو بتقديم المشورة للحكم إذا لاحظوا سوء تقدير الحكم للوقت الضائع، لكن في النهاية يكون القرار الأخير لحكم الساحة الذي ينص قانون كرة القدم أنه "الميقاتي الوحيد للمباراة" أي أنه وحده من يحتسب الوقت ويقدره.
والواقع أنه مع كل نسخة من بطولة كأس العالم يتم التركيز على أشياء جديدة، وفي هذه البطولة تم التدقيق على احتساب الوقت الضائع وتطبيق تقنية التسلل شبه الآلية لأول مرة بتاريخ المونديال.