"يسقط النظام" ثورة جديدة في سوريا ولكن هذه المرة يتزعمها الدروز
مظاهرات في السويداء ضد نظام الأسد

بالفيديو: "يسقط النظام" ثورة جديدة في سوريا ولكن هذه المرة يتزعمها الدروز

عربي و دولي |

في إحدى لحظات ذروة الاحتجاجات المتجددة في الجنوب السوري هذه الأيام، تم تسجيل شاب في يوم زفافه وارتدى حلة سوداء أنيقة، وانضم إلى تظاهرة للشباب في مدينة الشهبا، ورفع أحد المتظاهرين العريس على كتفيه وهتفوا معاً: "الشعب يريد إسقاط النظام".

وبعد مرور أكثر من 12 عاماً على اندلاع الحرب الدامية التي قُتل فيها نحو نصف مليون شخص، لا يزال السوريون يخرجون إلى الشوارع في عشرات المراكز احتجاجاً على الحكومة ويهتفون بلا خوف: "الأسد الجبان" و"سوريا حرة، إيران برا!".

وصعد الدروز، صباح اليوم السبت، إلى أسطح أحد المباني في مدينة السويداء جنوبي البلاد، معقل الطائفة ولطخوا وجه "الأسد" بالطلاء الأحمر الدموي.

ولا تقتصر الاحتجاجات هذه المرة على الدروز وتنظيمات المعارضة في محافظة إدلب، فقد انضم سكان مدينة درعا، القريبة من الحدود الأردنية، وعشائر بدوية أخرى إلى المظاهرات في الأيام الأخيرة.

مشاركة البدو مع الدروز

وأفادت مصادر سورية أن وفوداً من الشباب البدو وصلت مؤخراً إلى مدينة السويداء وأعلنت أنه من الآن فصاعدا: "البدو والدروز يداً بيد".

وقال مسؤولون محليون لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، إن مشاركة البدو تشكل انعطافاً كبيراً، إذ لم يعودوا طائفة محددة، بل شريحة كبيرة من الجمهور.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا التطور جاء بعد أن حاول نظام الأسد استرضاء زعيم الطائفة الدرزية، الشيخ حكمت الهجري، لكنه فشل.

وأوضح الشاب أحمد رحال: "نريد إسقاط هذا النظام، ورسالتنا اليوم هي إلى المجتمع الدولي، لا تسمحوا بإبادة الشعب السوري للمرة الثانية كما حدث عام 2011، اليوم، المناطق المحتلة في السويداء وغيرها تثور، والله سوف يحميهم. نحن خائفون عليهم من عنف هذا النظام".

ما هو الفرق عن العام الماضي؟

ومن المهم القول إن تظاهرات مماثلة اندلعت العام الماضي في المنطقة، لكنها قمعت بيد من حديد.

ومع ذلك، فإن الاحتجاج الحالي، الذي اندلع بسبب خفض دعم الوقود، يمكن أن يصبح صداعًا كبيرًا للأسد، لأن شيئاً ما قد تغير في سوريا بعد كل شيء.

الأمر لا يتعلق فقط بالمظاهرات، فالطرق في الجنوب مغلقة، وينزل الناس إلى الشوارع في مناطق أخرى، ويصبح من الواضح ببطء أن نظام الأسد ليس لديه ما يقدمه لأعضاء الجامعة العربية.

وكثف المتظاهرون في المنطقة احتجاجاتهم قبل أسبوع عندما أعلنوا إضرابا عاما، ويقول الناشطون السوريون أن هذا هو الاحتجاج الأكثر أهمية منذ عام 2011.

أم المظاهرات

وهكذا، على سبيل المثال، أقيمت بالأمس "أم المظاهرات"، وهو استعراض للقوة شمل معقل المعارضة في إدلب في الشمال الغربي، ومدينتي السويداء ودرعا في الجنوب.

وبحسب المعارضة أيضاً فإن هنالك مناطق يسيطر عليها الأسد، مثل اللاذقية ودمشق، انتفضت في وجهه.

في حين حرصت صحيفة "الوطن" الحكومية السورية على نقل الأحداث بشكل إخباري موجز، حيث أكدت وجود "مظاهرات منفصلة في السويداء".

وذكروا أن المتظاهرين يمنعون التجار من فتح محلاتهم ويعرقلون المسؤولين أثناء توجههم إلى عملهم.

وقصفت قوات نظام الأسد، ليل الاثنين والثلاثاء، منطقة مدينة درعا بالمدفعية الثقيلة بينما تحاول قوات النظام قمع إحدى التظاهرات.

روسيا تتقلص في سوريا

ولكن شيئا آخر قد تغير. فقد بدأت روسيا، بحسب تقارير أميركية، بتقليص قواتها في سوريا بعد الحرب المستمرة في أوكرانيا التي غزتها قبل عام ونصف.

وعلى الرغم من أن موسكو لا تزال توفر للأسد غطاءً جوياً، إلا أن الطائرات الروسية هاجمت في الأسابيع الأخيرة معاقل المعارضة السورية.