كشفت صحيفة فايننشال تايمز أمس، عن شركة إسرائيلية غير معروفة نسبيًا تدعى (سبتير Septier) تساعد الهند في تشغيل نظام تجسس شامل يشمل النشاط عبر الإنترنت لجميع سكان البلاد البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة.
وتوفر هذه الأنظمة، التي تسمى "أنظمة المراقبة والاعتراض القانونية"، لحكومة ناريندرا مودي إمكانية الوصول على نطاق واسع إلى الاتصالات عبر الإنترنت لجميع المقيمين الهنود وتعتبر جزءًا من نظام المراقبة الحكومي الآخذ في التوسع.
ووفقا لصحيفة فايننشال تايمز، فإن موردي هذه الأنظمة يشملون لاعبين محليين مثل Vehere، إلى جانب شركات إسرائيلية غير معروفة نسبيا، بما في ذلك Septier.
وتطلب حكومة مودي إلزام مزودي خدمات الإنترنت في الدولة بتثبيت أنظمة التتبع هذه في محطات الترحيل ومراكز البيانات الخاصة بهم، وذلك ضمن شروط الحصول على ترخيص النشاط.
ورغم أن القانون الذي يسمح للحكومة بتشغيل أنظمة المراقبة هذه قد صدر قبل بداية ولاية مودي كرئيس للوزراء في عام 2014، إلا أن إدارته وسعت بشكل كبير استخدام هذه القدرات.
ووفقا لصحيفة فايننشال تايمز، فإن شركة Septier، التي تأسست عام 1999، باعت أنظمة التتبع الخاصة بها لمجموعات الاتصالات الكبرى، بما في ذلك Reliance Jio وVodafone Idea.
وبحسب مقطع فيديو نشرته على حسابها الرسمي على موقع يوتيوب، فإن تقنية الاعتراض الخاصة بشركة سبتير قادرة على مراقبة "المحادثات الصوتية وخدمات المراسلة وتصفح الويب ومراسلات البريد الإلكتروني".
في عام 2021، عرّف تقرير صادر عن معهد الأبحاث المستقل أتلانتيك كاونسيل، شركة سبتير بأنها واحدة من بين عشرات الشركات "المستعدة لقبول أو تجاهل المخاطر المتمثلة في أن منتجها سيعزز قدرات الحكومات التي ترغب في الإضرار بالأمن القومي للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي أو الإضرار بالسكان الضعفاء".
وقالت الشركة ردا على هذا المنشور إن الأمر "محض تكهنات".
ووفقا لمصدر صناعي، فإن منتجات التجسس التي تنتجها الشركات الإسرائيلية تحظى بشعبية أكبر من تلك التي تنتجها شركات من بلدان أخرى.
Septier ليست الشركة الإسرائيلية المرخص لها بتقديم خدمات المراقبة عبر الإنترنت للحكومة الهندية. ففي عام 2021، ذكرت تقارير أنه تم استخدام برنامج التجسس بيغاسوس Pegasus التابع لشركة NSO الإسرائيلية لمهاجمة هواتف الصحفيين والناشطين في الهند في عامي 2019 و2021.
وعلى عكس نظام Septir، فإن تشغيل Pegasus لا يتطلب التعاون مع مزودي الاتصالات ويسمح للمشغلين بمهاجمة جهاز الضحية مباشرة، والوصول إلى كل حركة المرور والمعلومات الموجودة على الجهاز، بالإضافة إلى تنشيط ومراقبة الكاميرا والميكروفون عن بعد.
